| |
|
قلت يوماً للمتوكل: قَدْ عُمِل بي البارحة كذا وكذا دفعةً. فقال لَي المتوكل: ويْحكَ!! أما أعْييتَ؟ قلت: إنّما يعْيا البريد لا الطريق. |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| سَقى اللَهُ عَهداً مِن أُناسٍ تَصَرَّمَت | مَوَدَّتُهُم إِلّا التَوَهُّمُ وَالذِكرُ | |
| وَفاء مِنَ الأَيامِ رَجعُ حُدوجِهِم | كَما أَنَّ تَشريدَ الزَمانِ بِهِم غَدرُ | |
| هَلِ العَيشُ إِلّا أَن تُساعِفُنا النَوى | بِوَصلِ سُعادٍ أَو يُساعِدَنا الدَهرُ | |
| عَلى أَنَّها ما عِندَها لِمُواصِلٍ | وِصالٌ وَلا عَنها لِمُصطَبِرٍ صَبرُ | |
| إِذا ما نَهى الناهي فَلَجَّ بِيَ الهَوى | أَصاخَت إِلى الواشي فَلَجَّ بِها الهَجرُ | |
| وَيَومَ تَثَنَّت لِلوَداعِ وَسَلَّمَت | بِعَينَينِ مَوصولٌ بِلَحظِهِما السِحرُ | |
| تَوَهَّمتُها أَلوي بِأَجفانِها الكَرى | كَرى النَومِ أَو مالَت بِأَعطافِها الخَمرُ | |
| لَعَمرُكَ ما الدُنيا بِناقِصَةِ الجَدى | إِذا بَقِيَ الفَتحُ بنُ خاقانَ وَالقَطرُ |
| لقد كان يوم النهر يوم عظيمة | أطلّت ونعماء جرى بهما النهر | |
| أجزت عليه عابراً فتشاعبت | أواذيه لما أن طما فوقه البحر | |
| وزالت أواخي الجسر وانهدمت به | قواعده العظمى وما ظلم الجسر | |
| تحمّل حلماً مثل قدسٍ وهمّة | كرضوى وقدراً ليس يعدله قدر | |
| فما كان ذاك الهول إلاّ غيابة | بدا طالعاً من تحت ظلمتها البدر | |
| فإن ننس نعمى اللّه فيك فحظّنا | أضعنا وإن نشكر فقد وجب الشكر |
| وما نَقمَ الحسادُ إلا أصالة | لديكَ وفعلا أرْيَحِيَّا مهذَّبا | |
| وقد جربوا بالأمس منك عزيمةً | فَضَلْتَ بها السيف الحُسام المجَّربا | |
| غداةَ لقيتَ الليث والليثُ مُخْدر | يُحَدَّد نابا للقاء ومخلَبا | |
| إذا شاء غادَى عانةً أو غدا على | عقائل سِرب أو تقنص رَبربا | |
| شهدتُ لقد أنصفتَه حين تنبرِي | له مُصْلِتا عَضْبا من البيض مِقَضَبا | |
| فلم أر ضِرغامَين أصدق منكما | عِراكَا إذا الهيابةُ النِكسُ كذَّبا | |
| هزبرُ مشى يبغي هزبراً وأغلبُ | من القوم يغشى باسل الوجهِ أغْلبا | |
| أدل بِشَغْب ثم هالته صولةُ | رآك لها أمضى جَنانا وأشغَبا | |
| فأحجم لما لم يجد فيك مَطْمع | وأقدم لما لم يجدْ عنك مَهربا | |
| فلم يغنه أن كرَّ نحوك مُقبلا | ولم يُنجه أن حاد عنك مُنَكباً | |
| حملتَ عليه السيفَ لا عزمك انثنى | ولا يَدُك ارتدت ولا حَدُّه نَبا |
مواد أخرى» يوميات دير العاقول» مقابلة مع صحيفة الإمارات اليوم » مقال في صحيفة الحياة » على سبيل الختام » واحة المتنبي » الإسكندر بين قرني آمون ولندن |