وقد قلت للمعلي إلى المجد طرفه |
|
دع المجد فالفتح بن iiخاقان |
شاغله أطل بنعماه فمن ذا يطاوله |
|
وعم بجدواه فمن ذا iiيساجله |
أمنت به الدهر الذي كنت iiأتقي |
|
ونلت به القدر الذي كنت iiآمله |
ولما حضرنا سدة الإذن iiأخرت |
|
رجالٌ عن الباب الذي أنا iiداخله |
فأفضيت من قربٍ إلى ذي iiمهابةٍ |
|
أقابل بدر الأفق حين iiأقابله |
فسلمت واعتاقت جناني هيبةً |
|
تنازعني القول الذي أنا iiقائله |
فلما تأملت الطلاقة وانثنى |
|
إلى ببشرٍ أنستني مخايله |
ذنوت فقبلت الثرى من يد iiامرئٍ |
|
جميلٍ محياه سباط أنامله |
صفت مثلما تصفو المدام iiخلاله |
|
ورقت كما رق النسيم iiشمائله |
فلما فرغت سره ما سمع، وأمر لي بخمسة آلاف درهم وقال: أمير المؤمنين يخرج إلى المصلى الفطر ويخطب، فاعمل شعراً تنشده إياه إذا رجع. فلما جاء الفطر وركب ورجع أوصلني إليه، فدخلت فأنشدته:
أَبَرَّ عَلى الأَلواءِ نائِلُكَ iiالغَمرُ |
|
وَبِنتَ بِفَخرٍ ما يُشاكِلُهُ iiفَخرُ |
وَأَنتَ أَمينَ اللَهِ في المَوضِعِ iiالَّذي |
|
أَبى اللَهُ أَن يَسمو إِلى قَدرِهِ iiقَدرُ |
تَحَسَّنَتِ الدُنيا بِعَدلِكَ iiفَاِغتَدَت |
|
وَآفاقُها بيضٌ وَأَكنافُها iiخُضرُ |
هَنيئاً لِأَهلِ الشامِ أَنَّكَ سائِرٌ |
|
إِلَيهِم مَسيرَ القَطرِ يَتبَعُهُ iiالقَطرُ |
تَفيضُ كَما فاضَ الغَمامُ iiعَلَيهِم |
|
وَتَطلُعُ فيهِم مِثلَما يَطلُعُ iiالبَدرُ |
وَلَن يَعدَموا حُسناً إِذا كُنتَ iiفيهِمِ |
|
وَكانَ لَهُم جارَينِ جودُكَ وَالبَحرُ |
مَضى الشَهرُ مَحموداً وَلَو قالَ مُخبِراً |
|
لَأَثنى بِما أَولَيتَ أَيّامَهُ iiالشَهرُ |
عُصِمتَ بِتَقوى اللَهِ وَالوَرَعِ iiالَّذي |
|
أَتَيتَ فَلا لَغوٌ لَدَيكَ وَلا هُجرُ |
فلما بلغت قولي:
وحال عليك الحول بالفطر iiمقبلاً |
|
فباليمن والإقبال قابلك iiالفطر |
لعمري لئن زرت المصلى iiبجحفلٍ |
|
يرفرف في أثناء راياته iiالنصر |
عليك ثياب المصطفى ووقاره |
|
وأنت به أولى إذا حصحص iiالأمر |
ولما صعدت المنبر اهتز واكتسى |
|
ضياء وإشراقاً كما سطع الفجر |
بهرت قلوب السامعين iiبخطبةٍ |
|
هي الزهر المبثوث واللؤلؤ iiالنثر |
فما ترك المنصور نصرك iiعندها |
|
ولا خانك السّجّاد فيها ولا iiالحبر |
جزيت جزاء المحسنين عن الهدى |
|
وتمّت لك النعمى وطال لك iiالعمر |
فقال المتوكل للفتح: هذا شاعرك! فجعل يصفني له، فعلمت أنه في صلتي إلى أن أمر لي بعشرة آلاف درهم، فأخذتها من وقتي وخصصت بالفتح حتى كنت أشفع الناس إليه، ثم صيّرني بعد في جلساء المتوكل.