|
(البَرْزَخُ هو الحاجز بين الشيئين، والبَرْزَخُ ما بين الدنيا والآخرة من وقت الموت إلى البعث، فمَن مات فقد دخل البَرْزَخَ).
اكتفى الشاعر والمثقف محمد أحمد السويدي بتلك العبارة الموجزة كمدخل لنصه الجديد الذي نشرته صحيفة "الإمارات اليوم" على حلقات خلال شهر يناير 2009 .
وإذا كان فيلسوف الشعراء أبو العلاء المعري في رحلته المتخيلة المعروفة بـ(رسالة الغفران) قد تجول في الجنة ثم في الجحيم مصطحباً معه رفيقهَ ابن القارح ليحاوره موضحاً من خلال الحوار آراءه في العقائد وأصحابها وفي طبيعة الثواب والعقاب الإلهيين، وإذا كان دانتي في ثلاثيته الشهيرة (الكوميديا) قد قام بإيضاح رأيه في عدد من مشاهير التاريخ عبر إدراجهم إما في طبقات جحيمه التسع والذي يمثل عالم الخطيئة والإثم والعذاب أو في طبقات مطهره التسع أيضاً والتي تمثل التوبة والتطهير والأمل أو في طبقات جنته التي تمثل الطهارة والحب والصفاء والحرية والنور الإلهي، وتضم أرواح الصالحين الأتقياء الذين اتبعوا قواعد الأخلاق والفضيلة في حياتهم العلمية.
إذا كان الأمر كذلك مع المعري ودانتي، فإن الشاعر والمفكر محمد أحمد السويدي في نصه الجديد قد اختار المنطقة الواقعة ما بين الدنيا والآخرة من وقت الموت إلى البعث لينقل إلينا، في مزيج مسرحي مشغول بحرفية واضحة، ما استمع إليه من أصوات خلال رحلته البرزخية المتخيلة، حيث نستمع إلى صوت (المتوكل) وستة ممن عاشوا في دولته وجمعتهم معاً قصة واحدة، وذلك في محاولة جديدة ضمن المشروع الثقافي الطموح الذي يديره الشاعر محمد أحمد السويدي من خلال (دارة السويدي الثقافية) والهادف إلى إعادة قراءة التاريخ ورصد تفاصيله المغيبة بين صفحات الكتب.
|
|