قصة الكتاب :
أهم ما وصلنا من مؤلفات الإمام أبي الحسن الأشعري.
وهو في مجلدين، الأول: في ذكر الفرق الإسلامية ومقالة كل فرقة. افتتحه بذكر فرق الشيعة، وسمى منها (39) فرقة. ثم الزيدية (6) فرق، تطرق في حديثه عنها لذكر الخارجين من آل البيت، فترجم ل(22) خارجاً منهم. ثم الخوارج وهم زهاء (35) فرقة، ثم المرجئة (12) فرقة، ثم مقالات المعتزلة، ثم الجهمية وما يتصل بها، وختمه بذكر عقيدة أهل السنة.
والثاني: في المواضيع الأصولية والفلسفية والسياسية والفقهية التي اختلفوا فيها. اشتمل على نوادر البحوث. منها: اختلافهم حول حركة الأرض في (4) مقالات، واختلفوا في وقوف الأرض لا على شيء. وفي ما هو الإنسان على (19)مقالة. وفي معنى الحركة والسكون، وفي معرفة الإنسان من جهة الحس، وفي الصوت هل يبقى، وهل يجوز أن يرتفع الهواء من حيز الأجسام، وفي حقيقة المكان على (5) مقالات، وهل يكون وقت واحد لشيئين. واختلفوا في الطلاق لغير عدة، وهل يعد خلاف أهل الأهواء خلافاً. واختلفوا فيمن له أن يجتهد، وفيما يعلم بالاجتهاد هل يكون ديناً، واختلفوا في حد البلوغ...إلخ. وختمه بفصل في مواضيع الناسخ والمنسوخ وتعارض النصوص.
ويعترف جميع الباحثين الذين تعرضوا لمواضيع الكتاب أن الأشعري حكى فيه مذاهب خصومه بأمانة وإخلاص. انظر فنسنك (العقيدة في الإسلام/ ص88) ومقدمة نشرة ريتر لمقالات الإسلاميين. (استنبول (1929م).
وللأشعري كتاب آخر سماه (جمل المقالات) ذكره في ثبت كتبه الذي وضعه سنة (320هـ) وفيه: (وألفنا كتاباً في مقالات الإسلاميين واختلافهم ومقالاتهم، وألفنا كتاباً في جمل مقالات الملحدين، وجمل أقاويل الموحدين سميناه كتاب جمل المقالات).
قال محمد محيي الدين عبد الحميد في مقدمة نشرته:
وفي عام (408هـ) أصدر الخليفة القادر كتاباً ضد المعتزلة، يأمرهم فيه بترك المناظرة في الاعتزال، وينذرهم إن خالفوا أمره بالنكال والعقوبة...وفي عام (433هـ) صدر في بغداد كتاب (الاعتقاد الظاهري) وقرئ في الدواوين، وكتب الفقهاء خطوطهم فيه، وأن هذا هو اعتقاد المسلمين، من خالفه فقد كفر. ثم أورد نص المرسوم.
وذكر فيها أن الذي لفت انتباهه إلى هذا الكتاب وأهميته، ثناء ابن تيمية عليه، ووصفه بأنه أبرع من كتب في المقالات وأوثقهم، وأنه كان أقرب إلى مذهب الإمام أحمد من كثير من أصحابه. ولم يبين عبد الحميد النسخ التي اعتمدها في نشرته هذه، ولم يشر أيضاً إلى نشرة ريتر.
|