قصة سان ميشيل
تأليف : إكسيل مونتي
الولادة : 1857 هجرية الوفاة : 1949 هجرية
موضوع الكتاب : مترجمة --> أعمال مترجمة
الجزء :
تحقيق : 'NA'
ترجمة : 'NA'
|
|
|
|
|
|
قصة الكتاب :
رواية ملحمية بحق، كتبها أكسِل مونتي وهو طبيب سويدي مختص بالأمراض العصبية، منطلقا من الواقع الاجتماعي الجائر والمزري الذي كان سائدا في باريس خلال الربع الأخير من القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين\r\n\r\n \r\n قصة سان ميشيل أكسِل مونتي رواية تجمع بين السيرة الذاتية وخيال الكاتب الذي يسرد أحداث الحياة اليومية بأسلوب مؤثر جميل. وبطل القصة وراوي أحداثها هو الطبيب السويدي ذاته \"أكسِل مونتي\"، وتاريخ الطبعة الأولى يعود إلى 1929، ومواقع أحداثها تدور بين باريس وروما ونابلي وستوكهولم وجزيرة كابري حيث بنى بيتا له في أناكابري وعاش فيه آخر حياته يعالج الفقراء، ويرعى محمية للطيور. كان في الثامنة عشرة من عمره يوم زار كابري حيث عاش الإمبراطور الروماني تيبريوس سنواته الأخيرة. وسحرت الجزيرة مونتي بجمالها، فراح يحلم بشراء بيت هناك بالقرب من كنيسة سان ميشيل الخربة، ويستغرق بالحلم حتى يختلط الواقع بالأسطورة، فيقول: \"وانتصب أمامي شخص طويل يلتف بعباءة فاخرة... وقال: \"ستكون هذه كلها لك، إن كنت راغباً بدفع الثمن!\" ويسأله الفتى مونتي: \"من أنت، شبح من الغيب؟\" فيجيبه: \"أنا روح المكان الخالدة\". وكان الثمن أن يتخلى الشاب عن طموحه، فيوافق بشرط أن يترك له (الرحمة) لأنه سيدرس الطب. بهذه اللقطة الأسطورية تبدأ الرواية. درس أكسِل الطب في باريس واختص بالأمراض العصبية ومارس مهنته بنجاح حتى نال شهرة واسعة جعلت المرضى، والمريضات بشكل خاص، يتوافدون إلى عيادته المزدحمة حتى من إنجلترا وأميركا، وقد عاصر بعد تخرجه الطبيب الفرنسي المشهور شاركو الذي استخدم التنويم المغناطيسي في علاج الأمراض العصبية، كما استخدم مونتي هذه الطريقة، وإن لم يكن مقتنعا بجدواها إلا في حدود. وقد اختلف مع شاركو فأدى ذلك الاختلاف إلى طرده من السَّلْبيتريير (Salpêtrière) وهو المركز الطبي الذي كان يعالج شاركو فيه المرضى. والسبب في طرده أن مونتي حاول إنقاذ إحدى الفتيات الريفيات المخدوعات وإعادتها إلى والديها بعد أن اكتشف أنهم أحضروها للعمل في مطبخ المستشفى، لكنهم استخدموها في العروض الفنية والابتزاز الجنسي حتى أصيبت بالجنون، وكان شاركو يعالجها بالتنويم المغناطيسي. وهذه واحدة من عشرات المآسي التي يرويها مونتي عن الأحياء البائسة في باريس، مع أن شهرته جعلت نساء الطبقة العليا في المجتمع يتزاحمن في عيادته طلبا للعلاج، وكانت الزائدة الدودية وبعد ذلك القولنج من الأمراض التي تشغل أولئك النسوة لدرجة الهوس، إضافة إلى الأمراض العصبية والحَمْل الكاذب. ومن أبرز السمات الإنسانية النبيلة التي يرويها مونتي أنه كان ميالا للعلاج المجاني حتى أثار نقمة زملائه، كما أنه كان عطوفا على الطيور وسائر الحيوانات، وحتى الوحوش الضارية كانت تأنس لمعاملته اللطيفة، وأكثر من ذلك أنه جعل في أناكابري محمية للطيور المهاجرة التي كان جشع الصيد والتجارة يقضي على أسراب منها لتزويد المطاعم بلحومها، فاضطر لشراء تلك الأرض. ومن المآسي التي يرويها عن بنات الليل اللواتي يحرمن من أولادهن، وكيف كانت إحداهن تنتظره في الشارع ساعات لكي يخبرها عن حالة ابنتها المريضة، ولا يسمحون لها برؤيتها.. واضطر أن يعيرها لباس ممرضة خفية لكي ترى ابنتها المحتضرة. لم يكن مونتي متدينا، وقد واجه صعوبة مع الراهبات اللواتي يعملن في المشافي، وكذلك مع رهبان الاعتراف، ثم جعلهم جميعا يتفهمون نزعته الإنسانية وامتناعه عن الصلاة وسائر الطقوس الدينية. ومن طرائف ما يرويه زيارته شبه الأسطورية لبلاد اللاب في أقصى الشمال الاسكنديناڤي حيث يعيشون على رعي الأيائل. وفي طريق العودة تكون بنت مضيفه، دليلته فيواجهان في الغابة دبا خطرا، لكن الفتاة تحميه لأن الدب لا يهاجم الأنثى- كما تخبره. وأطرف ما مر به في مهنته أن شابا سويديا مات وكان عليه أن يصطحب جثمانه إلى السويد، ولم يكن مع أمه كلفة التحنيط فقام بتحنيطه. ورافقه في الرحلة رجل، متعهد دفن الموتى، كان مكلفا بمرافقة جثمان جنرال روسي إلى بطرس بورغ. لم يخبر مونتي ذلك الرجل أنه طبيب، وخلال الرحلة يحلق له لحيته ويخبره بفخر أنه الرجل الوحيد الحي الذي يحلق له، ويشكو له من الحلاقة للأموات لأنهم لا يجلسون! وفي السويد، حين تصر الأم أن يفتح التابوت لترى ابنها وتودعه، يتفقد مونتي التابوت ليلا فيكتشف أنها جثة الجنرال الروسي وأن تابوت ابنها أخذه متعهد الدفن إلى روسيا، لذلك يبذل المستحيل حتى يمنع الأم من رؤية ولدها. وفي رحلة أخرى يرافق القنصل السويدي الذي يمر بنوبات هستيريا ويكاد يخنقه أثناء النوم. ومن الأحداث اللافتة صداقته مع الكاتب الفرنسي غي دي موباسان المصاب بالسل وكان من ضحاياه أكثر من معشوقة ماتت بالداء ذاته. قصة سان ميشيل ملحمة إنسانية يصعب اختصارها في مقالة موجزة، وخاصة حين يتحدث عن عمله في مكافحة وباء الكوليرا في ميلانو حيث كان الوباء يقضي على ألف ضحية كل يوم، كما أن زلزال مسينا قضى على مئة ألف، إضافة إلى أن ضحايا إحدى الحروب بلغت أربعمئة ألف إنسان.
|
|
|
|
أعد هذه الصفحة الباحث زهير ظاظا
.zaza@alwarraq.com
|
مرآة التواصل الاجتماعي – تعليقات الزوار
|