قصة الكتاب :
من كتب الجاحظ التي تمثل روحه الساخرة وأسلوبه المرح الفكه خير تمثيل، ألفه بعدما طعن في السن واصيب بالفالج كما ورد فيه في أخبار (محفوظ النقاش) وجمع فيه أخبار البخلاء والمبخلين والمقتصدين في عصره وما قبله من أهل البصرة وخراسان بنوع خاص، فصور حالاتهم كما رآها أو اتصل به خبرها، متندراً بأحاديثهم وحججهم، مستطرداً إلى المناظرات الكثيرة حول البخل والكرم والضيافة، وصدره برسالة سهل بن هارون التي تعتبر أبرز مراجع الكتاب، إضافة إلى مُلح الحزامي واحتجاج الكندي الفيلسوف، وكلام ابن غزوان، وخطبة الحارثي، وكل ما حضره من أعاجيبهم وأعاجيب غيرهم. ومما يحسن ذكره قول الجاحظ في أثناء هذا الكتاب: (وإن وجدتم في هذا الكتاب لحنا أو كلاما غير معرب، أو لفظا معدولا عن جهته، فاعلموا أنا إنما تركنا ذلك لأن الإعراب يبغض هذا الباب ويخرجه من حده، إلا أن أحكي كلاما من كلام متعالمي البخلاء وأشحاء العلماء كسهل بن هارون وأشباهه).
طبع الكتاب مرات كثيرة، أولها طبعة ليدن سنة 1900 بعناية المستشرق (ج. فان فلوتن) ثم طبع بمصر سنة (1323هـ) فطبعة علي الجارم والعوامري سنة 1939 مطبعة دار الكتب المصرية، ثم طبع بتحقيق طه الحاجري في دار الكاتب المصري بالقاهرة سنة 1948 في 465 صفحة، صدره بمقدمة تحليلية طويلة عن الكتاب وأسلوبه ومزاياه ومآخذه، وزوده بعدد كبير من الفهارس.
ولأحمد بن محمد امبيريك (صورة بخيل الجاحظ الفنية من خلال خصائص الأسلوب في كتاب البخلاء) منشورات عام 1985 ولهاني العمد (صورة البصرة في بخلاء الجاحظ) بغداد 1990م وللدكتورر جميل جبر: (الجاحظ في حياته وأدبه وفكره) استفدنا منه في هذا التعريف.
وانظر في (ثمار القلوب) و(العقد الفريد) و(التذكرة الحمدونية) و(ربيع الأبرار) و(معجم الأدباء) نقلاً من هذا الكتاب، أوله: (ليس جهد البلاء). وفي العقد الفريد نقول منه أيضاً، منها: كان أبو عثمان الثوري يجلس ابنه معه يوم الرأس. و(كان أبو عبد الرحمن الثوري يعجبه الرؤوس ويصفها، ويسميها العرس...إلخ. وفي (قطب السرور) نص منه بألفاظ مختلفة، أوله: (سمعت أبا الفاتك قاضي الفتيان..)
|