قصة الكتاب :
من نوادر كتب الأدب الأندلسي. ألفه أبو الخطاب عمر بن الحسن (ابن دحية) الكلبي لسلطان مصر: الملك الكامل الأيوبي، الذي وفد عليه من المغرب، فبنى له المدرسة الكاملية، سنة 622هـ وجعله شيخها، وهي أول مدرسة بنيت في الإسلام لعلوم الحديث في مصر. اقتصر أبو الخطاب في كتابه على ذكر شعراء الأندلس والمغرب، وعني فيه بإبراز ما امتازوا به من صناعة الموشحات. ولم يلتزم فيه بزمن، وإنما كان حراً مختاراً في التعريف بجديد، أو الزيادة على القديم. طبع الكتاب لأول مرة في القاهرة سنة 1954 بتحقيق طائفة من المحققين، معتمدين نسخته الفريدة في العالم، وهي التي يحتفظ به المتحف البريطاني بلندن، فرغ ناسخها من نقلها يوم الخميس 18 / جمادى الآخرة / 649هـ أي: بعد (16) عاماً من وفاة أبي الخطاب. أما أبو الخطاب فكان كما يقول المقري: (من كبار المحدثين، ومن الحفاظ الثقات الأثبات المحصلين) وهو شقيق عثمان بن الحسن أبي عمرو الجميلي. ولا عبرة عند كثيرين برواية من حكى اتهامه بالكذب، وطرده من غزة مرجوماً. قالو: أما تكذيبه في نسبه، بحجة أن دحية الكلبي لم يعقب، فليس بصحيح، لأن الطبري ذكر من أحفاد دحية: عبد العزيز بن هارون، الذي رشحه يزيد بن الوليد لولاية العراق. توفي أبو الخطاب يوم الثلاثاء 14 / ربيع الأول / 633هـ ومولده سنة 548هـ