قصة الكتاب :
كتاب غزير الفائدة ، يدل على تبحر مؤلفه في علم الرجال. وهو غير كتاب الأنباري (ت577هـ) الذي يحمل نفس العنوان، والذي ذكره الصفدي في الوافي، ومنه نسخة في دار الكتب في القاهرة.
أما المؤلف، فلا يعرف عنه إلا ما هو مستخرج من كتابه هذا، كما قال المحقق. قلت: لعله المذكور في الإحاطة في تلاميذ سهل بن محمد الأزدي المتوفى ( 639هـ).
تقع مطبوعة الكتاب في مجلدين، استوعب نسب النبي (ص) وأخباره المجلد الأول و(102) صفحة من الثاني. ثم أخبار أبي بكر في (21) صفحة، ثم عمر (36) فعثمان (20) فعلي (88) فالزبير (31) فطلحة (9) فعبد الرحمن (10) فسعد (7) فسعيد (3) فأبي عبيدة (4) صفحات.
طبع لأول مرة في الرياض سنة 1983م بتحقيق د محمد ألتونجي. معتمداً مخطوطته الوحيدة في العالم، وهي التي تحتفظ بها مكتبة جامعة (قار يونس) في بنغازي. بخط المؤلف. وقد سقطت منها فاتحة المقدمة، وطمست منها كلمات في مواضع كثيرة جداً، منها (12) موضعاً في الصفحة الأولى.
ومنهجه فيه: أن يترجم للصحابي ثم يذكر أبناءه وأحفاده ومواليه وعتقاءه، ثم يترجم لكل واحد منهم، مبيناً ما له من الرواية في كتب الحديث، وما اشتهر به من فنون العلم والأدب. مع ترجمة ما يقع في السند من رجال الحديث. ثم يعود فيذكر فضائل الصحابي ونبذاً من أخباره.
وقد رجع في تأليفه إلى كتب كثيرة، غير التي سماها في المقدمة. منها (التعريف بصحيح التاريخ) للطبيب القيرواني.
وأهداه في أشعار وأسجاع طويلة، استوعبت خمس صفحات، إلى أمير منورقة: أبي عثمان القرشي. الذي كان له الفضل في فكاكه من الأسر. وهو الذي ذكره ابن سعيد في (مختصر القدح المعلى) وذكر أنه لما استولى النصارى على منورقة سنة 627هـ أحسن تدبير المسلمين بها، ودارى النصارى عن مرامها.. وتوفي بحدود 680هـ.
والظاهر أن يداً أثيمة عملت على طمس معالم الكتاب. أما أن يكون الكتاب مسودة كما يقول المحقق فأمر لايتفق مع كلام المؤلف. إذ يفهم من مقدمته أنه ألفه أثناء وقوعه في الأسر، في أجواء من الرعب، تخرس قساً عن وضع كلمة مع أخرى، وفرغ منه وهو أسير يوم الجمعة 25 / ذي الحجة / 644هـ ثم عاد فهذبه ونقحه بعد فكاكه من الأسر، وزاد عليه زيادات حبّرتْه، وللناظر كالروض أظهرتْه، فجاء بها رائق المعاني، محكم الرصف والمباني... وأتمه يوم السبت 8 / ذي الحجة / 645هـ. وقد بدأ هذا التبييض في رمضان كما قال:
بدأته في أجل شهر يسدي أجوراً لصائميه.
|