قصة الكتاب :
كتاب ?الأنساب? أو ?أنساب العَرَب?: مصنَّفٌ يضمُّ بين جنباته مادَّتين: مادةً في الأنساب وأخرى تاريخيةً ، ولِذَا يُعْرَفُ - أحيانًا - بـ ?تَارِيخِ العَوْتَبِي?، أوْرَدَ فيه مؤلفه أنساب القبائل القحطانية والعدنانية، ورَكَّزَ حديثَه على قبائل عُمَان لانتمائه إليها، مُراعِيًا في كلِّ ذلك الإيْجَازَ والاختصارَ دُونَ الاستقصاء.
واعتمَدَ على مصادر سابقة مثل: أخبار الْجُرْهُمِي (ق1هـ) وجَمْهَرة النسب لابن الكلبي (ت204هـ) والاشتقاق لابن دُرَيد (ت321هـ) وجَمْهَرة أنساب العَرَب لابن حَزْم (ت456هـ) وغيرِها، كما استفاد من مُشافهته وسَمَاعِه لبعض النَّسَّابة الْمُعَاصِرِينَ لَهُ، مثل أبِي إسحاق إبراهيم بن مُسْلِم الضَّاحي (أو الطاحي) العوتبي.
ويظهر من ثناياه أنه ألَّفَه في فترات متفـاوتة، بدليل البدايات والنهايات التي تتخلَّلُ الكتاب، وهو ما عَكَسَ خَلَلاً في ترتيبه وتنظيمه وتنسيقه، كما أنه عَدَّدَ أسْمَاء مُختلفةً للكتاب، مثل ?الأنساب? و ?أنساب العَرَب? و?مُوَضِّحُ الأنساب? و ?الشَّجَرة في الأنساب?، هذا إنْ لَمْ يكن تصرُّفًا من ناسخٍ أو غيره مِمَّن جاء بعده، فلعلَّ متقلّبات الدهر لَمْ تَحْفَظِ الكتابَ على حاله كما وَضَعَهُ واضعُه.
?بَيْدَ أنه اشتهر في موضوعه شهرةً واسعة، وانتشرتْ مَخْطُوطاته في كثير من المكتبات ودُورِ الكتب في العالَم، وصار إمامًا وحُجّةً لِمَنْ جاء بعده من المؤرخين العُمانيين، فما مِنْ مؤلَّفٍ في التاريخ العمانِي إلا وأصلُ مادته في الأدوار الأولى من كتاب العوتبي، وما مِنْ مؤلِّفٍ في الأنسـاب العُمانية أو مُهْتَمٍّ بالأنساب إلا والعوتبي إمامٌ لَه?.
بعث إلينا بهذه التعريف الأستاذ الأكرم سلطان الشيباني، من سلطنة عمان، وانظر البحوث التي أضافها مشكورا في زاوية التعليق على الكتاب.
|