قصة الكتاب :
من أهم مؤلفات الحكيم الترمذي التي تناهز (260) أثراً، بين رسالة وكتاب. وموضوعه: صراع العقل والهوى، وما لكل منهما من أعوان. ويعتبر مثالاً ناصعاً على امتلاك الحكيم الترمذي لناصية الأدب، ومقدرته على التلاعب بالألفاظ والتحايل على المعاني.
لم يصلنا من الكتاب سوى نسختين، الأولى: نسخة مكتبة أسعد أفندي بتركيا، رقم (1479) في مجموعة تضم عشرة كتب، نسخت سنة (1120هـ) بخط واضح سهل القراءة.
والثانية: نسخة المكتبة الوطنية بباريس، رقم (5018) في مجموع وصلنا بخط علي بن علي بن سليمان المرادي الأندلسي، بخط دقيق صغير، تصعب قراءته. وكلا النسختين ناقصتان، فقد سقط منهما العون الواحد والعشرون، من الأعوان الخمسين التي ذكرها المؤلف في خطبة الكتاب. ولا يتعارض هذا مع ما ذكره في كتابه (غور الأمور) من أن للعقل مائة من الأعوان، ذلك لأن كل عون منها له شكل وضد، وقد يكون لضده شكل أيضاً، فالفهم شكله البصر، وضده الوهم، وعلاماته ثلاث: العصمة من التهلكة، والحلم، وعدم التعجب من أمر الله، ويكون بثلاثة أشياء: بفراغة القلب والتضرع إلى الله حتى يفهمه، والمطارحة والمناظرة والمذاكرة، وله خصال ثلاث: التفنن في الكلام، والبصر في الحجة، والاشتغال بأحكام الدين..إلخ.
وانظر (الحكيم الترمذي محمد بن علي: دراسة لآثاره وأفكاره) د. محمد إبراهيم الجيوشي (صفحة 54 حتى 192). و(الحكيم الترمذي: الفقيه الناقد) إعداد الشيخ كامل محمد عويضة (ص146 حتى 159) دراسة حول موضوع الكتاب، ومعاني العقل عند الترمذي. ود. أحمد السايح (السلوك عند الحكيم الترمذي) وفيه ص224 حول المطبوع والمخطوط من آثاره. ومقدمة نشرة عثمان يحيى لكتاب (ختم الأولياء) وفيها (ص13حتى 32) رسالة الحكيم الترمذي في التعريف بنفسه، وسماها: (بدوّ شأن الحكيم الترمذي). و(ص39 حتى 92) كلام مهم حول مؤلفاته ورسائله.
|