قصة الكتاب :
كتاب لا تصح نسبته إلى ابن سيرين.
وإنكار نسبته إليه مسألة لا خلاف عليها، ليس لما فيه من نقولات عمن ولد بعد موته بأزيد من قرن، كابن قتيبة الدينوري (213 -276هـ) بل كل صفحاته وسطوره تشهد أن نسبته إلى ابن سيرين لا تعدو أنها مسألة تجارية بحتة. انظر كلامنا عنه في ترجمة المؤلف.
وله مقدمتان، لعل إحداهما من صنع بعض الناشرين، وأول الثانية: (الحمد لله الذي جعل الليل لباساً والنوم سباتاً الخ) وهي نفسها فاتحة كتاب (نشر العبير في التعبير) لمحمد بن أبي الفتح المقدسي، كما في (كشف الظنون). وفرغ المقدسي من كتابه يوم 4/ محرم/ سنة 892هـ. وبناه على حروف أبجد. فلعل الكتاب في أصله مجموع من كتب التعبير وما أكثرها، إلا أنه افتتح معظم أبوابه بقوله: قال الأستاذ أبو سعيد، وفي بعض النسخ (أبو سعد) وقد أتينا في ترجمة المؤلف على تفصيل ذلك.
والذي يهمنا من هذا الكتاب أنه مبني على (59) باباً من أبواب الرؤيا المشهورة، ومعظم التأويلات الواردة فيها ضرب من الدعوى، ليست لها من قيمة إلا باعتبارها مادة خصبة لدراسة أحوال عامة الناس الذين قضوا مئات السنين يتناقلون قوانينها.
ثم إن معظم هذه التأويلات تخالف ما اشترطه العلماء من معايير وأخلاق يتعين على من يتصدى للتعبير أن يتحلى بها، مما دعى كثيراً من الناشرين إلى إسقاط ما تعج به مما ينافي الحشمة والأخلاق.
ويشفع لنا في نشر مثل هذه الكتب أنها وثائق تاريخية، تمنحنا المزيد من الضوء لتحديد معاني كثير من الألفاظ المهمة، كأسماء الفواكه والثمار، والحلوى والأطعمة والأشربة، وما يرد في فصولها من ألفظ الحضارة. انظر كلامه عن الخوخ والإجاص والكمثرى والموز والأترج والنارنج والزعرور والعناب و(الازدارخت) والطرفاء، وشجرة الساج، والماش، والخشخاش والحرمل، والهندبا والكزبرة والنعنع والسلق والملوخيا والكراويا والطرخون والسذاب والمرزنجوش والجاويشر. وغير ذلك من أسماء أثاث البيت وأجزاء البناء وأنواع الأمراض والأوبئة، والأدوية والعلاجات، وأصحاب الحرف والصناعات، والعملة والفعلة، والحرب وحالاتها، والأسلحة وآلاتها...
طبع الكتاب طبعات تجارية لا تحصى، ومعظمها مجردة من الأسانيد، أو بأسانيد مهذبة.
وأول ما طبع بمصر على الحجر سنة 1275هـ على هامش تعطير الأنام، وطبع بعنوان (تأويل الرؤيا) (8) مرات ما بين (1281- 1310هـ). هو من أكثر الكتب رواجاً في الأسواق، ولم أعثر على طبعة محققة له.
|