قصة الكتاب :
كتاب طبع على أنه القسم الثاني من نسب معد واليمن الكبير، وأن القسم الأول مفقود. ولعل الصواب أنه القسم الثاني من جمهرة النسب. فقد عثرت على عشرة نصوص، صرح ابن خلكان بنقلها من الجمهرة. وهي موجودة في كتابنا هذا. على أن ياقوتاً وابن خلكان وصفا (النسب الكبير) بأنه أكبر من الجمهرة، وسمياه: (المنزل) ولكنهما لم ينقلا عنه شيئاً. ويعترف محمود فردوس العظم: أنه بفضل تنبيه حمد الجاسر إلى وقوع خلاف في ترتيب مباحث الكتابين، رجع عن رأيه الذي أثبته في مقدمة نشرة الجمهرة، حيث ذهب فيها إلى رأي (كاسكل) في أن هذا القسم من النسب الكبير هو القسم الثاني من كتاب جمهرة النسب، لهشام. وكان العظم قد أصدر القسم الأول من الجمهرة بخطه في مجلدين، سنة 1983م. والذي أصبح القسم الثاني =بناء على هذا الرأي= مفقوداً. إلا أن الجمهرة والنسب الكبير يتممان بعضهما، كما يقول. و هو ما ذهب إليه أحمد صالح العلي، مجلة العرب (س1 ص899). وفيها (س21 ص289 وس23 ص781) رأي الجاسر مفصلاً، وقصة تراجع العظم عن رأيه. وكان المستشرق الألماني (كاسكل) قد بذل جهوداً مضنية في إفراغ مواد الجمهرة والنسب الكبير في (157) شجرة نسب، عرفت فيما بعد بألواح كاسكل. وبعد سعي طويل، تمكن العظم من الحصول على صورة من هذه الألواح، فكتبها بخطه أيضاً، وألحقها بالكتاب، وهمشها بتعليقاته وتنبيهاته على عثرات كاسكل. وهكذا صدر هذا الكتاب بعنوان (النسب الكبير) لأول مرة، بالنشر التصويري لنسخة العظم، سنة 1988م في ثلاثة أجزاء، مجموع صفحات المتن فيها (940) صفحة، بينما تقع نشرة الجمهرة في (1506) صفحات. وساهم الأستاذ رياض مراد بإعداد قوائم لحواشي الكتاب، وفهارس علمية له. ويقع عمله هذا في (473) صفحة من الجزء الثالث. وكان العظم قد انتسخه من نسخته الوحيدة في العالم، وهي نسخة دير الأسكوريال، التي وصلتنا بخط عمر بن سالم الأوسي الأنصاري، وفرغ من نسخها يوم الثلاثاء 29 / ربيع الأول / 626هـ. وآخرها نسب بني نهد بن زيد القضاعي. ويصف د. سهيل زكار عمل العظم في انتساخ هذه النسخة بأنه عمل يشبه المعجزات، لرداءة نسخة الأسكوريال وسقمها. ونبه العظم إلى أن عنوان الكتاب جاء هكذا: (النسب الكبير لابن الكلبي: من كتب عثمان بن محمد الديمي. والديمي: أحد الشيوخ التسعة الذين أوصى لهم ابن حجر. كانت له شهرة عالية في علم الرجال. انظر ترجمته في (النور السافر).