قصة الكتاب :
من أشهر آثار الزمخشري. جمع فيه طائفة من أدبه الشخصي، ولم يدخل فيه شيئاً ينسب لسواه، فكان في طليعة الكتب التي جمع فيها أصحابها خواطرهم في أدب الحياة. إلا أن السجع المتكلف أفسد كثيراً من تلك الحكم، فلم تعدُ أن تكون كلمات مرصوفة، وعبارات جوفاء، كقوله (لا تكن مسلماً سريع التواني كمسلم صريع الغواني) أو قوله: (لا تقل للحرام عِلق متاع فما هو إلا عَلَقٌ مُتاع).
طبع الكتاب مرات لا تحصى، منها: في باريس سنة 1875م بعناية (كاربيير ميتارد) ووصلنا في نسخ، تتفاوت عدد فقراتها، من (285) فقرة فأكثر. وأوفرها طبعة بيروت سنة 1306هـ كما أفادت د. بهيجة الحسني في مقدمة نشرتها: مجلة العرب (س5 ص836 و915).
وقد يرد في بعض المصادر باسم (نوابغ الكلم) أو (النصائح الصغار). وبهذه التسمية ورد اسم الكتاب في نسخة المتحف البريطاني. وهي أهم نسخ الكتاب، وتتألف من تسع ورقات.
وقد ألفه الزمخشري بعد أن جاوز الثانية والأربعين، وذلك بعد مرضته الناهكة التي أصيب بها سنة (512هـ). ووردت الإشارة إليه في تفسيره: (الكشاف) الذي فرغ من تأليفه يوم الإثنين 23 / ربيع الآخر /528هـ.
وقد اعتنى به العلماء قديماً، ووضعوا عليه عدة شروح، منها: (النعم السوابغ في شرح النوابغ) لأبي حسن عبد الوهاب بن علاء الخوارزمي، طبع في قازان سنة 1314هـ و(السوابغ في شرح النوابغ) للسعد التفتازاني، ومن هذا الشرح نسخة في مكتبة جامع النبي شيث في الموصل. و(شرح ابن دهقان النسفي) المطبوع في مدينة روما سنة 1872م بعناية هنريكوس. و(الشموس البوازغ في إضاءة مشكلات النوابغ) لعبد الرزاق المكتوبي، و(درر الدقائق ودرر الحقائق) للموفق بن المجد الخاصي (ت640هـ) ألفه للناصر داود ابن الملك المعظم عيسى الأيوبي.
وعلى منوال الزمخشري ألف السيوطي كتابه (درر الكلم وغرر الحكم).
|