قصة الكتاب :
كتاب من أعاظم كتب التاريخ، لم تصلنا سوى أجزاء متفرقة منه. وموضوعه تاريخ الأندلس منذ الفتح العربي سنة 19هـ حتى آخر خلافة الحكم المستنصر 336هـ.
وهو أحد الكتب التي فاخر بها ابن حزم في رسالته في فضل الأندلس قال: (ومنها كتاب التاريخ الكبير في أخبار أهل الأندلس تأليف أبي مروان بن حيان، نحو عشرة أسفار، من أجلّ ما ألف في هذا المعنى. وهو في الحياة بعد، لم يتجاوز الاكتهال) وحق لابن حزم أن يفاخر بهذا الكتاب، فانظر القطعة المنشورة منه في هذا البرنامج وهي تخص إمارة عبد الرحمن الأوسط بن الحكم. منذ حوادث سنة 232هـ فإذا كان ابن حيان قد جرى في كل كتابه على هذا المنوال، فلا شك أنه أعظم ما ألف في تاريخ الأندلس.
ويفهم من كلام ابن سعيد في (المُغرب) أن كلمة ابن حزم قد قالها قبل أن يؤلف ابن حيان كتابه المفقود، الذي سماه (المتين) وحصر الحديث فيه عن حوادث عصره، ويقع في ستين مجلدة.
وكان الدكتور محمود علي مكي من أبرز من تصدى لنشر أجزاء من كتاب المقتبس، بعد ثلاث قطع قام بنشرها كل من الفرنسي بروفنسال والأسباني الأب ملنشور أنطونيا، والأستاذ عبد الرحمن حجي. وذهب في مقدمته المسهبة للكتاب إلى تخطئة الرأي القائل إن ابن حيان ألف المقتبس قبل المتين، ورأى أنه استمر في إضافة التعديلات عليهما حتى آخر سني حياته. وتناول بالحديث كتابين آخرين ألفهما ابن حيان، الأول: (أخبار الدولة العامريةالمنسوخة بالفتنة البربرية) وتنوف أسفاره على المائة سفر =كما نقل عن ابن الخطيب= ويضم أخبار الفترة الواقعة بين 336هـ إلى 399هـ. والثاني: (البطشة الكبرى) الذي يحكي قصة حدث ارتجت له الأندلس، وهو اجتياح المعتمد بن عباد لدولة بني جهور في قرطبة يوم الأحد 21/ شعبان / 463هـ
وقد أقامت وزارة الشؤون الثقافية في الرباط مهرجاناً خاصاً بتاريخ الأندلس وآثار ابن حيان، ما بين 19و23 /11/ 1981م انظر جانباً مما ألقي فيه من المحاضرات في مجلة العرب (س16 ص641 وس17 ص5)
ويبدو أن ابن حيان قد جار في تاريخه على طائفة من أعلام الأندلس، ونوه ابن بشكوال في ترجمته إلى ذلك، وروى أن الفقيه الصالح ابن عون رآه في المنام بعد وفاته، فسأله ما فعل الله بك? فقال: غفر لي، قال: فقلت له: فالتاريخ الذي صنعت? قال: أما ولله لقد ندمت عليه، إلا أن الله غفر لي.
وحصر عبد الله كنون مشاركته في هذه الناحية من أخلاق ابن حيان، في محاضرة بعنوان (نقطة ضعف في تاريخ ابن حيان).
|