قصة الكتاب :
من أهم آثار الأمير عبد القادر الجزائري. وأبرز مواضيعها: الدعوة إلى تآخي المسلمين والنصارى، وتمجيد فرنسا. وتأتي أهمية الرسالة في كونها موجهة إلى المجمع العلمي الفرنسي في باريس، وكان هذا المجمع قد استن في القرن (19م) انتقاء أعضاء مراسلين له، يسمى العضو فيه: (عضو مراسل لمجمع الخالدين بباريس). واشترط للانضمام إليه شروطاً يطول شرحها، من الخبرة العميقة، والعلاقات الواسعة، والمكانة المميزة، ليفيد من خبراتهم وآرائهم، ويضمها إلى سجل المعرفة الإنسانية. واختير الأمير عبد القادر عضواً مراسلاً لمجمع الخالدين هذا. فشارك برسالته هذه وقدمها إلى المجمع في نسختين، إحداهما بالعربية، والأخرى بالفرنسية، قام بترجمتها ترجمان القنصلية الفرنسية بدمشق، وهو شاب مسيحي، من عائلة كريمة. وفرغ الأمير من تسويد رسالته يوم الإثنين 14/ رمضان/ 1271هـ ونشرها ابنه محمد باشا مطلع القرن العشرين، مرفقة بترجمة موجزة لحياة أبيه، ولم يصرح باسمه فيها خشية أن يوصم بالدعاية لأبيه. ولكنه عاد فألف في سيرة أبيه كتاباً ضخماً سماه (تحفة الزائر في تاريخ الجزائر والأمير عبد القادر) طبع في زهاء ألف صفحة، بتحقيق د. ممدوح حقي، الذي يعود إليه الفضل في تحقيق معظم آثار الأمير عبد القادر، ومنها: (ذكرى العاقل) وقد بناها الأمير على مقدمة وثلاثة أبواب وخاتمة، وفي كل باب فصلٌ وتنبيهٌ وخاتمة. وأخذ عليه المحقق نفوره من قبول مقررات العلوم التجريبية، ومن أمثلة ذلك إنكاره سير الضوء، انظر ذلك عند قوله: (لقد حكى عن بعض علماء الوقت الآن أنه قال: إن الضوء يمشي من الجسم المضيء إلى ما يقابله من الأجسام...إلخ) كما أخذ عليه جموده على ثقافة العامة، كقوله: (وكانت اللغة السريانية صافية، من آدم إلى إدريس، وهو الملقب بهرمس الهرامسة، والمثلث بالنعمة، لأنه كان نبياً حكيماً، وهو باني الأهرام بمصر على الصحيح). وقوله في تعليم المرأة: (ولهذا نهى شرع الإسلام عن تعليم النساء الكتابة، لأن المراة قد لا يمكنها لقاء من تهوى، فتكتب له، فتكون الكتابة سبباً للفتنة). ومن أحاديثه النبوية التي ذكرها في الكتاب قول النبي محمد (ص): (ما جئت لأبطل الإنجيل والتوراة وإنما جئت لأكملهما) ? قال: (ولو أصغى إلي المسلمون والنصارى لرفعت الخلاف بينهم، ولصاروا إخواناً ظاهراً وباطناً، ولكن لا يصغون إلي) وانظر تمجيده لفرنسا ونابليون الثالث عند قوله: (وتمم الله عليهم النعمة...إلخ). وانظر (السيرة الذاتية للأمير عبد القادر بخطه) (عالم الكتب مج4 ص488) و(الثقافة الجزائرية)عدد خاص عنه أصدرته بمناسبة مرور 100 سنة على وفاته. ومجلة (عالم الكتب مج6 ص285) الأمير عبد القادر هل تغزل بسيدة فرنسية. صالح خرفي. وفيها (مج8 ص153) مراسلاته مع حكام أسبانيا العسكريين بمليلة