قصة الكتاب :
من أهم ما ألف في تراجم أعلام الأندلس.
ألفه الحافظ الحُميدي: تلميذ ابن حزم، والهارب بكتبه إلى الشرق، أثناء اضطهاد المذهب الظاهري ودعاته في الغرب.
طبع لأول مرة في مصر سنة 1371هـ برعاية محمد زاهد الكوثري، وعناية محمد بن تاويت الطنجي، باعتماد نسخته الفريدة في العالم، وهي النسخة التي تحتفظ بها مكتبة (بودليانا) بأكسفورد. وهو في مجلد يضم عشرة أجزاء، على مذهب المحدثين في تجزئة كتبهم.
وبناه على الأبجدية، إلا أنه افتتحه بمن اسمه محمد، ثم من اسمه أحمد، تيمناً باسميه صلى الله عليه وسلم. وختمه بباب النساء، ترجم فيه لثلاث شواعر أندلسيات.
كتب الحميدي كتابه هذا وهو في العراق، تلبية لطلب جماعة من أهل العراق. ورجا في مقدمته أن تتاح له الفرصة لإعادة النظر في كتابه، لسد ما فيه من النقص. حيث ألفه وهو بعيد عن مصادر التاريخ الأندلسي، التي لم يكن منها في العراق شيء يذكر.
ويسجل للحميدي أن رغبته في إبراز مفاخر الأندلس، لم تبعد به عن تحري الحقيقة، ولم تصرفه عن الاقتصاد في الإطراء. وكانت قد رسخت في ذهنه بسبب كثرة تنقلاته مدلولات الألفاظ الدالة على مستويات الأوساط العلمية المختلفة، ومواطن استعمالها على أصدق الوجوه.
ومن هنا كانت تراجم الجذوة، على قصرها، صادقة الدلالة على أصحابها، خالية من الإفراط والمبالغة. فإذا أضفنا إلى هذه الميزات أصالة نصوص الجذوة، وقدمها، واعتمادها على أصول فقدت، وروايات ومشاهدات شخصية للحميدي، عرفنا مكان الجذوة بين بقية أجزاء المكتبة الأندلسية.
المرجع: مقدمة الطنجي لنشرة مكتب نشر الثقافة الإسلامية في القاهرة سنة 1371هـ
|