قصة الكتاب :
من عيون كتب التراجم الأندلسية. ترجم فيه ابن الأبار لأصحاب القاضي أبي علي الصدفي، ومجموع التراجم فيه (315) ترجمة. وجعله كالذيل لكتاب القاضي عياض، الذي ترجم فيه لشيوخ أبي علي الصدفي، ورتبه على حروف المعجم مقدماً من اسمه أحمد مراعاة لشرف الاسم. ومنهجه فيه أن يذكر اسم المترجم كاملاً وكنيته وأصله وبلده الذي ولد فيه، والأماكن التي تنقل فيها، ثم يذكر شيوخه فتلاميذه، ويختم الترجمة بذكر تاريخ الوفاة ومكانها، وهو في كل ذلك يعتمد الإيجاز وعدم ذكر التفصيلات الجانبية، وكأن يضع سجل بيانات عامة لأصحاب أبي علي.
طبع الكتاب لأول مرة في مدريد سنة (1885م) ثم أصدرته دار الكتاب العربي بالقاهرة سنة (1387هـ 1967م) باعتماد طبعة مدريد، فكان الحلقة السابعة ضمن سلسلة المكتبة الأندلسية، التي اضطلعت الدار بنشرها.
أما القاضي أبو علي فهو الحسين بن محمد بن فيرُّه بن حيون، المعروف بابن سكرة الصدفي. من مشاهير حفاظ الحديث في الأندلس، وأطولهم رحلة في طلب الحديث. أخذ عن (160) شيخاً. أصله من سَرَقُسطة، انتقل إلى (مُرسية) وقام برحلة إلى المشرق في أول محرم سنة 481هـ أدى خلالها فريضة الحج، وانصرف إلى البصرة، ودخل بغداد يوم الأحد 16/ جمادى الآخرة/ 482 ولبث فيها خمس سنين، ثم تحول إلى دمشق، ومنها إلى مصر، وعاد إلى مرسية في صفر 490هـ فطلب فيها لتولي القضاء فأجاب بعد محنة يطول شرحها. ولما كانت وقعة قتندة في ربيع الأول سنة (514) كان ممن شهدها وقد تجاوز الستين، فمات شهيداً فيها. له (مشيخة) نقل عنها الصفدي ترجمة أبي النجيب الخراساني.
|