قصة الكتاب :
رسالة صغيرة، تقع مخطوطتها في إحدى عشرة ورقة، وصلتنا برواية علي بن يوسف الإربلي إلى المؤلف، وعليها تاريخ إجازة الإربلي بها في ربيع الآخر سنة 868هـ
وتتضمن (23) رواية في أخبار النحو والنحاة، وفي ذكر من كان يحرص على إعراب كلامه من المتقدمين، أمثال قتادة بن دعامة، وحماد بن سلمة، والحسن البصري، وأبي عمرو بن العلاء، ومن نسب إليه اللحن مثل الأوزاعي وإبراهيم النخعي، وابن سيرين.
وتأتي أهمية هذه الرسالة أنها من تأليف أحد شيوخ القراء، وهو أبو طاهر، عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبي هاشم المقرئ، نعته الجزري بالأستاذ الكبير الإمام النحوي العلم الثقة، أخذ علم القراءات عن أبي بكر بن مجاهد، وتصدر في حلقته بعد موته، وله تآليف كثيرة، في القراءات، انتصر في بعضها لقراءة حمزة الزيات.
ترجم له ابن الجوزي في المنتظم وجعل وفاته يوم 22/ شوال/ 349هـ ونقل عنه قوله:
(نبغ نابغ في عصرنا هذا فزعم أن كل ما صح عنده وجه في العربية لحروف من القرآن يوافق خط المصحف، فقراءته جائزة في الصلاة، فابتدع بقوله ذلك بدعة ضل بها عن قصد السبيل، وأورط نفسه في مزلة عظمت بها جنايته على الإسلام و أهله، و حاول إلحاق كتاب الله من الباطل ما لا يأتيه من بين يديه و لا من خلفه، إذ جعل لأهل الألحاد في دين الله بسيىء رأيه طريقاً إلى مغالطة أهل الحق بتخير القراآت من جهة البحث و الاستخراج بالآراء دون التمسك بالأثر، و قد كان أبو بكر شيخنا نشله من بدعته المضلة باستتابته منها، وشهد عليه الحكام و الشهود و المقبولين عند الحكام بترك ما أوقع نفسه فيه من الضلالة بعد أن سئل عن البرهان على صحة ما ذهب إليه، فلم يأت بطائل، و لم تكن حجته قوية و لا ضعيفة، فاستوهب أبو بكر تأديبه من السلطان عند توبته،ثم عاود في وقتنا هذا إلى ما كان ابتدعه و استغوى من أصاغر المسلمين ممن هو في الغفلة و الغباوة، ظناً منه أن ذلك يكون للناس ديناً، وأن يجعلوه فيما ابتدعه إماما) .
طبع الكتاب لأول مرة في مصر سنة 1981م بتحقيق د. محمد إبراهيم البنا
وانظر: (الجهود اللغوية خلال القرن الرابع الهجري) عفيف عبد الرحمن (ط2. بغداد: وزارة الثقافة 1983م) مجلة عالم الكتب: (مج9 ص35) وهو من نفائس الكتب.
|