قصة الكتاب :
كتاب غزير الفائدة. قدم له السيوطي بمقدمة ابن فارس لكتابه (الصاحبي). وأماط به اللثام عن نظرية متكاملة =حسب وجهة نظره= في اللغة، وملخصها: خضوع مفردات اللغة العربية لمعايير الرواية عند المحدثين، ينالها ما ينال الحديث من الأحكام المقررة، وقواعد الجرح والتعديل. فمنها الصحيح، وهو ما جمعه الجوهري في (الصحاح) وابن فارس في (المجمل). ومنها ما لم يشترط جامعوه الصحة، ككتاب العين للخليل. فجمعوا فيها المنقطع، والمرسل، والضعيف والشاذ والغريب، والمنكر، والمصنوع... إلخ. وننبه هنا إلى أن الصفدي وحده ألف أربعة كتب في تصويب صحاح الجوهري، منها: (نفوذ السهم فيما وقع للجوهري من الوهم).
ويمضي السيوطي في كل هذه الأبواب مبيناً أحكامها، مثبتاً أقوال حفاظ اللغة فيها، وقد اضطر لتأصيل هذه النظرية إلى قراءة كل ما نسمع به من كتب فقه اللغة ومعاجمها، بحيث يعتبر الكتاب سجلاً حافلاً بكل فصول كتب فقه اللغة وأسرار العربية. وتخلل عرضه لهذه النظرية استطرادات، استوعبت معظم أبواب تلك الكتب، كالمعرب والمولد، والمشترك، والمترادف والأضداد، والإتباع والإبدال، والقلب والنحت، والتصحيف والتحريف، ، وطبقات الشعراء، ومن سمي منهم ببيت قاله، والمؤتلف والمختلف من أسمائهم، والمتفق والمفترق، والكنى والأسماء، والألقاب والأنساب والملاحن والألغاز، واللطائف والملح، والأشباه والنظائر، وأودع في هذا الباب كل ما وقف عليه من (باب ليس) وهو من نوادر أبواب اللغة، ويقع في زهاء (300) صفحة من طبعة جاد المولى، (النوع 40) وموضوعه (ليس في اللغة كذا إلا كذا) على غرار (كتاب ليس) الذي وضعه ابن خالويه في ثلاثة مجلدات.
ومن نوادره حديثه عمن دان بالسكوت عن تفسير ما يقع في الشعر من لفظ قرآني، كالأصمعي وابن دريد، قال: (وسرى وأسرى: لم يتكلم فيه الأصمعي لأنه في القرآن...ولا في عصفت وأعصفت... ولا في سحته وأسحته لأنه في القرآن) ومنها ( ذكر قدح الناس في كتاب العين) (ج1 ص79) أما أبواب الكتاب فهي (50) باباً سماها الأنواع.
|