قصة الكتاب :
أجل ما ألف من الشروح على سيرة ابن هشام، وأشهر مؤلفات السهيلي، وبه علت شهرته. قال ابن خلكان في ترجمته: (صاحب الروض الأنف).
وقال الوزير القفطي: (وتصنيفه في شرح سيرة ابن هشام يدل على فضله ونبله وعظمته وسعة علمه). (إنباه الرواة 2/162) وكان كفيفاً فترجم له الصفدي في (نكت الهيمان ص187) وذكر كتابه فقال: (وهو كتاب جليل، جود فيه ما شاء).
وسماه سركيس في معجم المطبوعات (الروض الأنف والمشروع الروى في تفسير ما اشتمل عليه حديث السيرة واحتوى).
وأُنُف: بوزن عنق : الروض الذي لم يُرع. والروى: بكسر الراء وفتح الواو : الكثير الري.
وذكر السهيلي أنه أملاه في محرم سنة (569) وفرغ منه في جمادى الأولى من ذلك العام. وصرح أنه استخرجه من أكثر من (120) ديواناً. وأكثر فيه من ذكر الفوائد اللغوية والنحوية.
وقد عقد الطناحي فصلاً في كتابه (الموجز) ساق فيه نماذج من فوائد الكتاب، منها: (الفرق بين النفس والروح. وحكم التسمى بأسماء الأنبياء . تعليل لبعض أوجه الحذف في القرآن الكريم . ومعنى المناولة في الحديث. وتأويل الاحتجاج بشعر أبي تمام. وتحريم إتيان النساء في أبارهن. ونقد الخطابي لابن قتيبة فيما أخذه على أبي عبيد في غريب الحديث. هل يصح أن يقال في دعاء الله تعالى : يا سيدي ? ) قال: (وكانت أول طبعة للكتاب بمصر، في مطبعة الجمالية ، سنة 1332هـ = 1914م على نفقة مولاي عبد الحفيظ سلطان المغرب الأقصى. ثم طبع بعد ذلك ثلاث طبعات بمصر أيضاً : طبعة عباس الحلبي ، منذ نحو عشرين عاماً ، وطبعة دار الكتب الحديث (توفيق عفيفي) 1378هـ - 1967م ، وطبعة مكتبة الكليات الأزهرية (حسين أمبابي) 1391هـ - 1971م . وأعلى هذه الطبعات : الطبعة الأولى: طبعة الجمالية ، وقد رأيت منها طبعة مصورة بالأوفست، في باكستان ، باسم المكتبة الفاروقية ملتان 1397 - 1977م .
على أني رأيت من الكتاب نسخاً خطية جيدة ، تغري بإعادة تحقيقه ونشره نشرة علمية تليق في المكتبة العربية)
قال حاجي خليفة: (وعليه حاشية لقاضي القضاة يحيى المناوي (ت 819هـ) جردها سبطه زين العابدين). وللحافظ مغلطاي (ت 762) اعتراضات عليه في كتابه (الزهر الباسم). وللذهبي كتاب عليه سماه (بلبل الروض) وله مختصرات كثيرة انظرها في كتاب شيخنا: (جامع الشروح والحواشي)
وانظر ما حكاه ابن خلدون عنه في (المقدمة) في تعيين أمد الملة. وللسهيلي كنيتان اشتهر بهما هما: أبو القاسم، وأبو زيد. ذكر ذلك المقري في نفح الطيب، قال: (وتوفي بمراكش.. وزرت قبره بها مراراً سنة عشر وألف).
|