قصة الكتاب :
موسوعة ضخمة، تقع مطبوعتها في عشرة مجلدات.
قال ابن خلكان: (من أحسن المجاميع، يشتمل على التاريخ والأدب والنوادر والأشعار، لم يجمع أحد من المتأخرين مثله، وهو مشهور بأيدي الناس كثير الوجود، وهو من الكتب الممتعة).
قال العماد الأصبهاني في الخريدة: (ووقف الإمام المستنجد على حكايات ذكرها نقلاً عن التواريخ، توهم في الدولة غضاضة...فأخذ من دست منصبه وحبس، ولم يزل في نَصَبه إلى أن رمس)
وفي مقدمة المؤلف قوله: (ونظمت فيه فريد النثر ودرره، وضمنته مختار النظم ومحبَّره، وأودعته غرر البلاغة وعيونها، وأبكار القرائح وعونها، وبدائع الحكم وفنونها، وغرائب الأحاديث وشجونها)
ووضع كتابه كما يقول: (حين فسد الزمان، وخان الأخوان، وأوحش الأنيس، وخيف الجليس، وصار مكروه العزلة مندوبا، ومأثور الخلطة محذورا)
وجعله خمسين باباً، أتى في ذيل كل باب بما يمت إليه من الهزل، وجعل الباب (48) في النوادر والمجون، والباب (49) للفوائد التاريخية، والأبواب (17) إلى (29) للفنون الشعرية، والأبواب (30) حتى (33) للفنون النثرية، وأفرد ذكر الخمريات في الباب (44)
ويبدو جلياً تأثره بأبي حيان التوحيدي، سيما كتابه (البصائر والذخائر) الذي أكثر من النقل عنه، وجرى على منواله في افتتاح كل أبوابه بمسجوع الأدعية، إلا أنه جعل أدعيته دليلاً لمحتويات الباب الذي سيطرقه، مما أفقدها عذوبتها الدافقة في (البصائر). كما إنه من الجور أن نقرنه بالبصائر الذي جعله أبو حيان معرضاً لآراء عصره ونزعاته، ولتجاربه الذاتية ومشاهداته الخاصة. إذ ليس في التذكرة الحمدونية شيء من تجارب ابن حمدون أو مشاهداته، أو قضايا عصره. وخلاصة الكلام أنها تذكرة حيادية لا تنم عن ميل صاحبها، سوى خيوط ضئيلة تعبر عن ميله الشيعي، من غير مبالغة ولا إسراف، وهي تظهر في ما أنشأه من أدعية في مقدمات الأبواب.
طبع الكتاب في بيروت (دار صادر) عام 1996م بتحقيق إحسان عباس وبكر عباس.
وانظر في مجلة العرب (س14 ص126) تعريفا مسهباً بالكتاب ومؤلفه.
|