قصة الكتاب :
كتاب ألفه المظفر للوزير الخطير ابن العلقمي: وزير المستعصم، كما يصرح في مقدمته، من أنه حضه في مجلس من مجالسه على أن يؤلف كتاباً يبين فيه حدود الشعر وفضله فصنع هذا الكتاب.
أما مؤلف الكتاب، فليس في كتب التراجم أخبار ذات شأن عن أحداث حياته، إذ لا نملك عنه من المعلومات سوى ما تعرفنا عليه من كتابه، كصلته بابن العلقمي، وتتلمذه لأبي محمد بن أبي البركات، وأن أباه أسهم في تعليمه، وأن عم والدة أبيه هو محمد بن محمد بن عبد الله العلوي الحسيني النسابة المعمر، الملقب بشيخ الشرف.
يقع الكتاب في خمسة فصول: في أحوال الشعر، وما يجوز للشاعر دون الناثر، وفضل الشعر ومنافعه، وهل تعاطيه أصلح أم رفضه أرجح، وآخرها: فيما يجب أن يتوخاه الشاعر ويتجنبه.
ويضم الكتاب مجموعة شعرية واسعة ومتشعبة، أكثرها يرتد إلى الشعر الجاهلي والإسلامي، وأقلها مستمد من شعر المحدثين. ويبدو جلياً تأثر المؤلف بكتاب العمدة لابن رشيق، لأن أبوابه وردت كلها في (العمدة) ولأن الأسلوب والحكايات والشواهد في كثير من الأحيان تكاد تكون واحدة. حتى يمكن القول أن (النضرة) تلخيص أمين للعمدة.
إلا أن ذلك لا يعني انعدام شخصية المظفر في كل كتابه، فله آراء خاصة نثرها في مواضع متفرقة من كتابه، كآرائه الخاصة في البلاغة، والصنعة والمصنوع، والتسهيم، والسرقات ووجه القباحة والملاحة فيها.
طبع الكتاب لأول مرة في دمشق 1976م بتحقيق الدكتورة نهى عارف الحسن، باعتماد ثمان نسخ من مخطوطات الكتاب، كلها تعود إلى ما بعد القرن العاشر الهجري.
المرجع: مقدمة الدكتورة نهى عارف الحسن
|