قصة الكتاب :
من مشاهير كتب الأدب، يدل على فهم وذوق، كما قال الصفدي قي ترجمته، وهو غير رشيد الدين الوطواط (ت573هـ) صاحب الرسائل المطبوعة.
ويستوقفنا في مقدمة الكتاب أنه وجهه لجمهور القراء، ولم يقدمه لخزانة أحد من الأمراء، كما فعل في كتابه الجليل: (مباهج الفِكَر) الذي ألفه لخزانة الأمير سعد العشائر بدر الدين الحمداني ابن مهمندار العرب.
بنى الوطواط كتابه: (الغرر) على ستة عشر باباً، وهي على الترتيب (الكرم واللؤم) و(العقل والحمق) و(الفصاحة والعي) و(الذكاء والتغفل) و(السخاء والبخل) و(الشجاعة والجبن) و(العفو والانتقام) و(الأخوة والعزلة) وقدم له بمقدمة في الحض على طلب المعالي.
ومن مقدمته للكتاب قوله: (وكسوته من الأخبار بزة رفيعة، وأبدعت فيما أودعت فيه من الفكاهات الرائقة البديعة، من نوادر مطربات، وأبيات مهذبات....وجنبته خرافات الأخبار، ومطولات الأسمار، لئلا تسأمه عند المطالعة النفوس، ولئلا يكون ذكرها وضحاً في غرر الطروس .... وقدمت في أبواب المحامد فصلاً في مدائحها... وأتبعته فصلاً فيما ذكر عن المتخلقين بها من خمائل الأخبار وعقائل الأفكار...وعززت بثالث في ذم ما مدح من الأخلاق لسبب يطرأ عليها، إذ البدر يطرأ عليه الخسوف والمحاق....وربما تجاذبت الأحاديث أذيالها فطلبت من المنمق أشكالها، ولا غرو فالحديث كما يقال شجون، وأحسنه ما جذلُ جده برقيق الهزل مقرون.....ورتبت فصول أبواب المذام على العكس من أبواب المحامد ..إلخ)
طبع الكتاب لأول مرة في مصر سنة 1284هـ وفي دار الكتب المصرية نسخة من الكتاب بخط الوطواط. انظر صورة لخاتمتها في ترجمته في أعلام الزركلي.
|