قصة الكتاب :
من ذخائر الأدب العربي. وكان في عداد الكتب المفقودة منذ زمن قديم، حتى عثر العلامة المحقق: صدر الأفاضل، على نسخة قديمة منه، كانت من ممتلكات ابن مسكويه، ثم انتقلت إلى ملك ابن حبيب راعب يوم 5 / شعبان / 636هـ.
ورأى عبد الوهاب عزام نسخة منقولة من نسخة صدر الأفاضل، في حوزة الشاعر أحمد الصافي النجفي، فاستعارها منه لينشرها، تاركاً بعض شؤون التحقيق لعبد الستار فراج، فأصدرا الكتاب لأول مرة في مصر سنة 1953م .
قيل إن ابن الجراح سمى كتابه (الورقة) لأنه التزم فيه أن يترجم لكل شاعر في ورقة واحدة، إلا أن الكتاب يشهد ببطلان هذه الكلمة.
وأصل الكتاب: رسالة بعث بها إلى صديقه: ابن المنجم.
ويضم ترجمة (63) شاعرا من شعراء عصره.
منهم المشاهير، ومنهم المغمورون، كأبي فرعون العدوي، ومعبد بن طوق العنبري. ومنهم أبناء أعلام مشهورين، كالمستهل بن الكميت، والحمامي: من ولد علي بن عبد الله بن عباس، وإسماعيل: حفيد خالد القسري. وعبد القدوس، وعبد الخالق: حفيدا النعمان بن بشير الأنصاري. وعتاب: حفيد سعيد بن العاص الأموي.
ويؤخذ عليه فيه تحيزه لشعراء البصرة على حساب نظرائهم من شعراء الكوفة.
أما ابن الجراح، فكان من أعيان عصره، له ترجمة موسعة في مجلة العرب (س4 ص193) ولي والده ديوان الزمام للمتوكل، والكتابة للمستعين. وولي هو الكتابة لعبيد الله بن سليمان: وزير المعتضد، فزوجه ابنته، وولاه ديوان المشرق، وتقلب في مناصب كثيرة، آخرها: وزارته لابن المعتز، في الخلافة التي دامت يوماً واحداً، وكانت سبباً لمقتله بعد إعطائه الأمان سنة 296هـ وهو الذي نهض بأعباء ابن عمار: صديق ابن الرومي، انظر خبره في معجم الأدباء، واسمه (أحمد بن عبيد الله) لقبه ابن الرومي بالعزير في خبر طريف، وهو الذي أكمل كتاب ابن الجراح في أخبار الوزراء.
أما شهرة ابن عمار في كتب الأدب بحمار عزير، فأول من قالها الخطيب البغدادي، انظر تفصيل ذلك في قائمة (نوادر النصوص) على الوراق.
|