قصة الكتاب :
أحد الكتب التي خلفت من ورائها حركة أدبية استمرت مئات السنين.
منها في القرن السابع الهجري فقط أكثر من عشرين شرحاً. ساهم فيها كبار الأئمة والأدباء، كالفخر الرازي، والرضي الصاغاني، وابن النجار البغدادي وأبي البقاء العكبري، وابن مالك النحوي وابن الحاجب، والشلوبين، وابن يعيش، وابن أم قاسم المرادي وابن عطاء الله السكندري، وصدر الأفاضل الخوارزمي والوزير القفطي، وابن سعد المروزي، وعلم الدين السخاوي (ت643) وعلم الدين اللورقي وابن المستوفي الإربلي. ونظمه المؤرخ أبو شامة الدمشقي. ومن أهم شروحه شرح المنتجب الهمذاني (ت643هـ) وشرح السغناقي (ت710هـ): جمع فيه بين الإقليد للجنَدي والمقتبس في توضيح ما التبس للفخر الإسفندري (ت698هـ). قال الجنَدي: وهو كتاب أنيق الرصف، سامري الوصف.
وتعقب الزمخشري بالرد كثيرون، منهم أبو الفضل المريسي (ت655هـ) أورد فيه سبعين مأخذاً عليه، ومنهم ابن معزوز الأندلسي (ت625هـ) في كتابه (التنبيه على أغلاط الزمخشري في المفصل وما خالف فيه سيبويه).
افتتح الزمخشري كتابه بمناهضة الشعوبية ومن يجري على منوالهم. ممن يكرهون العربية، وينهون عن تعلمها، ويمزقون أديمها، ويمضغون لحمها. وودوا لو طمسوا من تفسير القرآن آثارها، ونفضوا من أصول الفقه غبارها. قال: (ولقد ندبني ما بالمسلمين من الأرب إلى معرفة كلام العرب...لإنشاء كلام في الإعراب محيط بكافة الأبواب... فأنشأت هذا الكتاب، مقسوماً إلى أربعة أبواب، الأول: في الأسماء، والثاني: في الأفعال، والثالث: في الحروف، والرابع: في المشترك من أحوالها.
قال حاجي خليفة: (بدأ بتأليفه يوم الأحد 1 / رمضان / 513هـ وأتمه في 1 / محرم / 514هـ).
وكان بغدادي المذهب، وهو مذهب مختار من مذهبي البصريين والكوفيين. انظر شوقي ضيف (المدارس النحوية ص248). وانظر مقامات الزمخشري في هذا البرنامج.
|