قصة الكتاب :
رسالة صغيرة، اشتهرت هي وأختها (جنة الولدان). اقتصر فيها الشهاب الحجازي على ذكر ما وقع في شعره من مفاكهة الجواري. وتعتبر الرسالة على صغرها مصدراً مهماً لمعرفة مهن وصناعات النساء في القرن التاسع الهجري، كالكاتبة، والعالمة، والمزركشة، والرياشة، والمطرزة، والحريرية، والمغنية، والعوادة، والضاربة بالجنك =الطنبور= أو الدف، أو الشبابة، والخياليّة: التي تقوم بعرض خيال الظل. والمحننة والماشطة، والمنقشة. والصانعة، والنائحة. ومن جانب آخر يمكن اعتماده مصدراً لمعرفة أسماء النساء الشائعة في ذلك العصر مثل: شمس النهار، وستيتة ونفيسة وطرفة وعزيزة، وخاص، وبدرية وثريا وزهرة وزهور، وعنقا، وعائشة وفاطمة، وحليمة وآمنة، ورحمة، وألف، وآسية، ولمياء، وكافية، وراضية، ونجدة، وتتر، وليلى، وفائدة، ومرحبا، وسلمى، وجنة، وأسماء. ويفهم من هذه القطع أن الشاعر كان على علاقات متفاوتة مع تلك الجواري، كأبياته في (جنة) التي ماتت فرثاها، أو فائدة: التي اشتراها ثم وباعها، أو رحمة: التي تزوجها فخلعته، أو طرفة: التي اشتراها فحسد عليها. ومنهن من لم يكن حظه منهن إلا الشعر، كالراهبة النصرانية، والمليحة اليهودية. وفي بعض هذه القطع ما يشف عن حياة تشعبت فيها صلاته بالجواري في مختلف أجوائهن وأعمالهن. طبعت الرسالة لأول مرة بعناية الحاج محمد أمين الكتبي. بمطبعة السعادة في مصر سنة 1326هـ مع (جنة الولدان) و (قلائد النحور من جواهر البحور: في الشعر المقتبس من القرآن) بعنوان (ثلاث رسائل للأديب الفاضل الشهاب الحجازي) معتمداً مخطوطة دار الكتب المصرية. توفي الشهاب الحجازي يوم الأربعاء 7 / رمضان / 875هـ وكانت ولادته في شعبان/ 790هـ. انظر ترجمته في (نظم العقيان) في هذه الموسوعة. وقد وصلنا ديوان شعره بخطه، في نسخة تحتفظ بها مكتبة الأسكوريال.
|