قصة الكتاب :
واحد من عشرات الكتب التي عنيت بشعر أبي الطيب وتفسير المشكل من أبياته. قال ابن سنان في سر الفصاحة: (فأما الذي يسأل عن معناه ويُتَفكَّر في فهمه، فكالأبيات التي من شعر أبي الطيب، وقد نعاها عليه الصاحب بن عباد، وكان يسميها رقى العقارب والناس إلى اليوم مختلفون في معاني بعضها، وكل يذهب إلى فن، ويسبق خاطره إلى غرض). ذكر المؤلف في مقدمته لكتابه، أنه اجتمع مع بعض الأدباء وطلاب الأدب وتذاكروا في شعر أبي الطيب قال: (وسألني منهم من أوجب حقه وأوثر موافقته جمع ما انتهى إلى علمه من أقوال مفسري ديوان المذكور على سبيل الإيجاز والاختصار). ثم ذكر أنه تتبع جميع القصائد، واقتضب منها الألفاظ الشريفة والمعاني اللطيفة، ولم يغفل ما يعتقد أهميته من النكات الغوية والنحوية، ثم ذكر المصادر التي اعتمد عليها في استخراج مادة كتابه، وهي (اللامع العزيزي) لأبي العلاء المعري وشرح ابن جني المعروف بـ(الفسر) وما كتبه ابن فورجه من رد على ابن جني في كتابيه (الفتح على أبي الفتح، والتجني على ابن جني). وهو يعيب فيه على ابن جني إطالته في الكتاب وإكثاره من مسائل اللغة والنحو (حتى صار طالب البيت الواحد يفني عدة صفحات في اختلاف مذاهب النحاة قبل إدراك طلبه) ويأخذ على ابن فورجه أن رده على ابن جني لا يخلو (من ألفاظ غير مفيدة ومقاصد في الرد عليه ليست بالرشيدة) إلا أنه عندما ذكر كتاب أبي العلاء المعري أثنى عليه بقوله (فقد أورد في كتابه المعروف باللامع العزيزي ما لا فائدة فيما عداه ولا حاجة معه إلى ما سواه). ورتب كتابه على القوافي، متبعا ترتيبها الهجائي، فإذا ذكر القافية اختار بعض قصائدها لا كلها، ثم اختار من تلك القصائد ما يراه فيها من أبيات المعاني، مكتفياً على الأغلب بذكر الشطر الأول من مطلع القصيدة. قال محققا الكتاب: (وقيمة هذا الكتاب تتمثل في أنه يغني القارئ عن البحث عن كثير من أبيات المعاني، ويوفر عليه مشقة البحث عن تفاسيرها في الشروح المختلفة، وتتمثل أيضا في كثرة النصوص والشواهد التي نقلها من كتب لا زالت مخطوطة مبعثرة في أرجاء الدنيا وقد لا يتاح لعامة الباحثين الاطلاع عليها ولا سيما الشرحين الكبيرين لابن جني ولأبي العلاء المعري، إذ لم ينشر من أولهما غير جزأين فقط ولا زال ثانيهما مخطوطاً) طبع الكتاب لأول مرة بمكة المكرم: مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي، بتحقيق د. مجاهد الصواف ود. محسن عجيل.