قصة الكتاب :
كتاب يرقى إلى مصاف كبرى الكتب المؤلفة عن المتنبي، مع كون مؤلفه من رجال القرن (11هـ). وقد استطاع كما يقول محقق الكتاب أن يصور فيه حياة المتنبي تصويراً شائقاً، يستهوي القارئ فيجذبه إلى متابعته فيما يقول، في أسلوب أدبي مرسل، وعبارة سهلة واضحة فيها متعة للقارئ، يسجع أحياناً، ولكنه سجع لا تكلف فيه ولا تعمل. وقد اشتمل إلى جانب ما تقدم على: آراء العلماء في شعره، والسرقات الشعرية وأنواعها، وفوائد من شروح ديوانه، ونماذج كثيرة من سرقاته، وأخرى من سرقات الشعراء منه، ومعايب شعره ومقابحه، ومحاسنه وروائعه. وقال في خاتمته: (ونوادر أبي الطيب غزيرة، وأخباره كثيرة، وقد اخترنا منها ما يستظرف إيراده، ويطرب الألباب إنشاده.)
ألف البديعي كتابه هذا لمفتي الدولة العثمانية حسام زاده (ت1081هـ) كما ألف له فيما بعد كتابين هما (أوج التحري عن أبي العلاء المعري) ألفه في دمشق، و(ذكرى حبيب) وهذا الأخير أجل كتبه وأندرها، لم يكن منه إلا نسختان، إحداهما في حوزة المحبي صاحب (خلاصة الأثر) والأخرى في الأستانة، وهو في تراجم شعراء عصره، ولا علاقة له بأبي تمام، فهو بلا شك غير (هبة الأيام فيما يتعلق بأبي تمام) ولا أساس من الصحة لقول من قال: إن المحبي خلط بينهما، انظر التعريف بهبة الأيام في هذا البرنامج. ولحسام زاده كتاب (قلب كافوريات المتنبي من المديح إلى الهجاء) طبع بتحقيق د. محمد يوسف نجم في بيروت 1972م. ولا شك أن البديعي ألف (الصبح المنبي) قبل عام (1051هـ) وهي السنة التي فارق فيها حسام زاده حلب إلى دمشق، لأنه صرح أنه ألفه في حلب أثناء ولاية حسام زاده قضاءها. طبع الكتاب مرات، أولها في مصر على هامش شرح ديوان المتنبي للعكبري سنة 1308هـ وهي طبعة ناقصة، كثيرة التحريف، ومنها طبعة الأستاذين مصطفى السقا ومحمد شتا (مصر: دار المعارف 1963م) باعتماد خمس نسخ مخطوطة، أقدمها النسخة المكتوبة في رجب (1054هـ). وهي مرجعنا في هذا التعريف.
|