قصة الكتاب :
من أشهر ما وصلنا من شروح ديوان المتنبي: وموضوعه ظاهر في عنواه، فهو ليس شرحاً لكل أبيات الديوان، وإنما اقتصر فيه على ما كان سببا للخصومة، ومثاراً للجدل، مما أشكل من أبيات المتنبي، وما استغلق من معانيه، وما استبهم من تراكيبه. وأكثر فيه من الاستشهادات النحوية والآراء اللغوية، والنقل عن سيبويه خاصة. ورأى في هذا الجانب من شعر المتنبي مادة خصبة، تشبع رغبته في البحث عن دقائق النحو والتصريف. وقد ألفه ابن سيده (ت458هـ) بعد (المخصص) و(المحكم) وهما مع هذا الكتاب كل ما وصلنا من تراثه. وفي الكتاب اشارات تبين أنه ألفه بعد الفراغ منهما، كقوله في شرح بيت لذي الرمة : (وقد أثبت هذا في كتابي الموسوم بالمخصص في اللغة) وقوله في شرح بيت للمتنبي: (وقد أثبت الأُيُّل واشتقاقه ووزنه وتكسيره وما فيه من اللغات في كتابي الموسوم بالمحكم). وقد يتكرر شرحه لمسألة من المسائل، ثم يبين سبب ذلك، كما في قول المتنبى: #ولو جعلت موضع الإلآل=لآلئا طعنت باللآلى. قال: (وقد بينتُ ذلك غير دفعة في هذا الكتاب وفي غيره من كتبي، وإنما أعدته لطرافته ودقته، وأنه لا يفهمه إلا الذرب، فمن أنس به أحبه ووالاه، ومن ناقده قلنا له : من جهل شيئا عاداه). طبع الكتاب لأول مرة بتحقيق مصطفى السقا وحامد عبد المجيد، معتمدين نسختيه اليتيمتين في العالم، وهما: نسخة دار الكتب المصرية، وهي بخط حسين القرافي الشافعي، فرغ من نسخها يوم (23) صفر (1168هـ) وتقع في (378) صفحة. ونسخة مكتبة تونس، وهي مكتوبة بالخط المغربي بلا تاريخ ولا ذكر لاسم الناسخ. المرجع: مقدمة نشرة السقا وعبد المجيد.