قصة الكتاب :
من أنفس ما ألف في الأدب المعروف ب(مرايا الملوك).
ألفه ابن الحداد كما يقول تمجيداً لسياسة الملك الرحيم : صاحب الموصل، إلا أن موضوع الكتاب يدور حول نصيحة الحاكم ودعوته إلى العدل ورفع المظالم عن كاهل الرعية، لأن الظلم سبب زوال الملك. استفاد بعض فصوله من كتاب أسامة بن منقذ (لباب الآداب). طبع الكتاب لأول مرة سنة (1403هـ) في بيروت (دار الطليعة) بتحقيق د. رضوان السيد، مع مقدمة مطولة حول الكتاب ومؤلفه. معتمداً نسخته الفريدة في العالم، وهي نسخة المؤلف، التي وصلتنا بخطه الرائق المتقن، وفرغ من كتابتها سنة (649هـ) وتقع في (68) صفحة من القطع الصغير. وتحتفظ بها مكتبة أياصوفيا باستنبول، برقم (2824/ 1).
أما الملك الرحيم، فهو أبو الفضائل بدر الدين لؤلؤ الأرمني الأتابكي النوري، مولى نور الدين أرسلان شاه، والقائم بتدبير دولته، ودولة ابنه الملك القاهر عز الدين مسعود، من بعده. وقد ملك الموصل بعد وفاة مسعود، واستمر ما يزيد على أربعة عقود، ضم خلالها سنجار سنة (637هـ) وجزيرة ابن عمر (649هـ). قصد بلاطه كبار العلماء والأدباء، وبقي مهاباً محبوباً حتى وفاته سنة (657هـ) وله ألف ابن الأثير كتابه (الكامل في التاريخ). قال اليونيني في (ذيل مرآة الزمان): (كان ملكاً جليل القدر، عالي الهمة، عظيم السطوة والسياسة، قاهراً لأمرائه، قتل وشنق وقطع ما لا نهاية له، حتى هذّب البلاد، ومع هذا كان محبوباً إلى رعيته، يحلفون بحياته، ويتغالون فيه، ويلقبونه: قضيب الذهب...إلخ). ومن نوادر أخباره أنه سن الاحتفال بعيد الشعانين منافساً صاحب إربل في الاحتفال بالمولد النبوي، وقد أطنب ابن خلكان في تصوير فخامة احتفاله بعيد الشعانين (وفيات الأعيان: 4/ 117) وهو المقصود بقول الشاعر:
#يعظم أعياد النصارى تلهياً=ويزعم أن الله عيسى بن مريم
|