قصة الكتاب :
من نوادر تراجم شعراء الأندلس، ترجم فيه ابن الأبار لمن عاصرهم من الشعراء، أو لمن ماتوا قبل ولادته بسنوات، ويغطي الفترة الواقعة بين (519 - 637هـ) اشترط فيه ألا يترجم لمن تضمنته تصانيف من سبقه، وحاكى به كتاب (الإنموذج) لابن رشيق، في اقتصاره على ذكر شعراء بلده القيروان، وعارض به كتاب (زاد المسافر) لأبي بحر صفوان بن إدريس، في عنوانه وموضوعه. ورتبه بحسب الوفيات. وباستثناء ما ينقله ابن الأبار من كتاب (الأنوار الجلية) لابن الصيرفي، فإن سائر معلوماته استقاها من مروياته عن شيوخه.
يحتوي الكتاب على ترجمة مائة شاعر، أتبعهم بترجمة أربع شواعر، هن: حمدة ونزهون وهند وحفصة. وأضاف د. إحسان عباس (8) تراجم من كتاب (الوافي) للصفدي.
لم تصلنا نسخة من كتاب تحفة القادم، وإنما المطبوع هو ما اختاره منه معاصره ابن الحاج البلفيقي وسماه (المقتضب من تحفة القادم) وبمقارنة نصوص المقتضب مع نصوص تحفة القادم، التي وصلتنا عبر نقولات الصفدي والمقري، يظهر التفاوت الهائل بين الأصل والمقتضب، انظر كمثال على ذلك ترجمة ابن عميرة في نفح الطيب والمقتضب.
طبع كتاب المقتضب لأول مرة في مجلة المشرق (المجلد 41) بعناية الفريد البستاني، وباعتماد النسخة المخطوطة الفريدة للكتاب، والتي تحتفظ بها مكتبة الأسكوريال، ضمن مجلد يضم أيضاً (زاد المسافر)
قال د. إحسان عباس في مقدمة نشرته للكتاب (بيروت 1986م): والظاهر أن ابن الحاج هو الذي تحكم في جعل عدد شعراء الكتاب مائة شاعر، وأنهم كانوا في الأصل أكثر عدداً.
أما معارضة الكتاب في عنوانه لزاد المسافر، فذاك لأن معنى التحفة: الطعام الذي يقدم للزائر، انظر في هذا البرنامج كتاب (فص الخواتم) وفيه قائمة بأسماء الولائم، منها النقيعة: طعام القادم من السفر، والتحفة: ما يقدم للزائر.
|