قصة الكتاب :
أقدم كتاب وصلنا في علم القوافي. أودع فيه الأخفش بيان القواعد التي اتبعها شعراء العرب، والقيود التي التزموها في قوافي أشعارهم، وتفسير هذه القواعد والقيود. ثم ذكر العيوب التي كان يقع فيها شعراء العرب حين خروجهم على هذه القواعد الموضوعة، والقيود المفروضة. وقد نقل أصول هذا الفن عن العرب الفصحاء مباشرة، فكان يسمع منهم أقوالهم، أو يسألهم، ويستفسرهم عما قد يشكل عليه، ويثبت هذه الأقوال، ويستنبط منها القواعد، ثم يسوق الدلائل والشواهد على آرائه ومذاهبه. انظر مثالاً على ذلك كلامه على (الإكفاء). وقد نقل عن هذا الكتاب، كل الذين كتبوا في القوافي ومواضيعها، كأبي العلاء في مقدمة اللزوميات، ومعظم أصحاب معاجم اللغة، كابن منظور، الذي رجع إليه في تفسير الكثير من مفردات علم القوافي. وله شروح، اشتهر منها كتاب (المعرب: في شرح كتاب القوافي) لابن جني. طبع الكتاب لأول مرة في دمشق سنة 1970م بتحقيق د. عزة حسن، وباعتماد نسخته المخطوطة الفريدة، التي تحتفظ بها خزانة حسين جلبي في مدينة بروسة، بتركيا، وهي بخط ابن المهاجر الوادي آشي (ت 739) صاحب كتاب (الوجيزة الكافية في العروض والقافية)
|