قصة الكتاب :
من نوادر مجاميع السيوطي الأدبية. جمع فيه ما اقتبسه الشعراء من الأحاديث والآثار، فاستطاع إحصاء زهاء (230) نصاً شعرياً مقتبساً منها. وبما أن الشعر ديوان العرب، فإن السيوطي يرى في جمع هذا النوع من الشعر، المقتبس من الحديث النبوي الشريف، ما يستدل به على شهرة الحديث في الصدر الأول وصحته. كقصة أبي نواس في تكلفه نظم الحديث: (الأرواح جنود مجندة). وقصة المتوكل العباسي ونظمه معنى الحديث: (من حرم الرفق حرم الخير). وتنافس الشعراء في عقد الحديث: (زر غباً تزدد حباً) وما إلى ذلك من نوادر الاقتباسات. وهو كما ترى عمل وعر مستصعب، لا يقدم عليه إلا من قضى عهوداً طويلة مع الشعر والأدب، والفقه والحديث، ثم عاد يستجمع الأشباه والنظائر، ويتصورها مجموعة في كتاب. ومن فوائد هذا العمل كما يقول السيوطي: (الاستدلال به على شهرة الحديث في الصدر الأول وصحته، والاستشهاد به في (فن البديع) في أنواع العقد والاقتباس والانسجام). والعقد: إحدى مصطلحات البديع، وتعريفه: (نظم المشهور من المنثور، فيزيد فيه أو ينقص منه ليدخل في وزن الشعر) والانسجام: (أن يأتي الكلام متحدراً كتحدر الماء المسجوم، سهولة سبك، وعذوبة ألفاظ) وقد نسب السيوطي في كتابه هذا أشعاراً لمشاهير، لم يعثر عليها محقق الكتاب في دواوينهم، كالشافعي، وأبي نواس، وابن المعتز، وابن حجر العسقلاني. طبع الكتاب لأول مرة سنة 1991م (منشورات المكتب الإسلامي) بتحقيق د. علي حسين البواب، معتمداً نسختين من مخطوطات الكتاب، أهمها وهي الكاملة: نسخة المكتبة الوطنية ببرلين، وتقع في عشرين ورقة، نسخت سنة 1150هـ
|