قصة الكتاب :
من نوادر المختارات الشعرية النفيسة. ألفه الإربلي تلبية لطلب الملك منوجهر بن أبي الكرم الهمذاني، وأثنى في مقدمته على من كان السبب في وصوله إلى عتبة هذا الملك بعد عام 660هـ ، وهو سلطان الوزراء عطا ملك الجويني، وأخوه شمس الحق محمد. قال في مقدمته: (وقد ملت في أكثره إلى أشعار المحدثين من أهل العصر، إلا ما قل من أشعار القدماء، وكان (أي منوجهر) طلب أن أضيف إلى هذا المجموع شيئاً من الدوبيت والمواليا والموشحات فأجبته إجابة المطيع..إلخ) والكتاب كما وصفه محققاه سجلٌّ لمجاميع شعرية، كان المؤلف يشعر بأهميتها، ويحرص على الحفاظ عليها، ويدرك أن محاولات الطمس بدأت تمتد إليها لتقتل روح الإبداع التي قدمتها الأمة، وهو يؤرخ لفترة، طمست معالم آثارها، وذهبت الأحداث بمآثر شعرائها، وجرت عليهم أحكام قاسية وأقوال غير موضوعية، ووصمت بوصمات الجدب والظلمة والانحطاط والتدهور. وقف فيه كثيراً على تقييم أعمال المغنين وأصواتهم، ومن كان منهم يقيم الإعراب ويستوفي النغم. وقدم فيه لكل باب بمقدمة تظهر فيها براعته الفنية، بإسلوب مسترسل، وعبارة مسجوعة. طبع الكتاب لأول مرة سنة 1984 ببغداد بتحقيق د. نوري حمودي القيسي وحاتم صالح الضامن، باعتماد النسخة المخطوطة الفريدة للكتاب، (نسخة استانبول) وهي نسخة نفيسة جداً، قوبلت على نسخة أخرى، كتبت زمن المؤلف، وتاريخ كتابتها سنة 693هـ بعد وفاة المؤلف بسنة