قصة الكتاب :
كتب الإمام البخاري كثيرة ونافعة، نالت الحظوة عند العلماء، كيف لا وهو أمير المؤمنين في الحديث، ومن كتبه: " الجامع الصحيح " و " أسماء الصحابة " و " خلق أفعال العباد " و " القراءة خلف الإمام " وكتاب " الأدب المفرد " وغيرها... وكتابه " الأدب المفرد " أفرده الإمام البخاري عن الجامع الصحيح، ولعل هذا هو وجه التسمية بذلك، حيث جرت العادة عند المحدثين تصنيف كتاب الأدب ضمن كتب الحديث المختلفة من طهارة وصلاة وصيام وزكاة وحج وفرائض وتفسير وغيرها. قال الكتاني في الرسالة المستطرفة: " ( الأدب المفرد ) أي : الذي أفرد بالتأليف احترازا عن كتاب ( الأدب ) الذي هو من جملة ( الجامع الصحيح ) ( للبخاري ) يشتمل على أحاديث زائدة عما في الصحيح وفيه قليل من الآثار الموقوفة وهو كثير الفائدة " ص: (40 - 41). والإمام البخاري ضمَّن كتابه الصحيح كتاب الأدب، غير أنه صغير الحجم بالمقارنة مع كتاب الأدب المفرد، فقد تضمن الأول ما يقارب (300) حديث وأثر في (128) بابا، أما كتاب الأدب المفرد فقد تضمن (644) بابا، وجملة ما فيه من الأحاديث المرفوعة والموقوفة (1322) حديثا وأثرا. والأدب المفرد عند أكثر العلماء ليست مرتبته في مرتبة الجامع الصحيح، ولذلك فإن فيه بعض الأحاديث تعقبها العلماء وقالوا بعدم صحة أسانيدها، وفيه أحاديث كثيرة تفرد بإخراجها لا توجد في الكتب الستة، وليست كل أحاديثه مرفوعة، بل إن فيها آثارا موقوفة على الصحابة وأُخرى مقطوعة، ففيها أحاديث موقوفة على الصحابة مثل عمر وعلي وابن عمر وابن مسعود وابن عباس وأبي هريرة رضي الله عنهم، وروايات عن كبار التابعين مثل مجاهد وأبي رجاء وغيرهما. وللحافظ ابن حجر كتاب " زوائد الأدب المفرد للبخاري على الستة " وله عدة طبعات منها: الطبعة التي أشرفت عليها الإدارة الدينية لمسلمي آسيا الوسطى وقازاقستان بطشقند (1400ه / 1980م)، قدم لها الشيخ ضياء الدين خان بن إيشان بابا خان رئيس الإدارة المذكورة. وطبع في مجلدين بعناية سمير بن أمين الزهيري، طبع مكتبة المعارف بالرياض، ط الأولى: (1419ه / 1998م). ويتجلى عمله في هذه الطبعة مع جودتها، جمعه بين كتابي صحيح وضعيف الأدب المفرد، للشيخ المحدث الألباني رحمه الله، واحتفاظه بتعليقاته من غير زيادة أو نقصان. وقد كان الشيخ الألباني حقق الأدب وخرج أحاديثه وفصل بين صحيحه وضعيفه، طبعته مكتبة الدليل السعودية، ط الرابعة (1419ه / 1998م). وعدد الأحاديث التي ضعف أسانيدها: (217) حديثا وأثرا. __________________ هذه الترجمة من إعداد صديقنا المفضال الأستاذ سعيد أوبيد الهرغي. مع جزيل الشكر