الإصابة في معرفة الصحابة
تأليف : ابن حجر العسقلاني
الولادة : 1 هجرية الوفاة : 852 هجرية
موضوع الكتاب : الحديث و علومه --> تراجم الصحابة
الجزء :
تحقيق :
ترجمة :
|
|
|
|
|
|
قصة الكتاب :
أجل وأهمّ وأثمن وأعمّ وأغلى وأحلى ما ألف من الكتب في تاريخ الإسلام على الإطلاق، وموضوعه التمييز بين الصحابة: من صحت صحبته ومن لم تصح، ومن صح وجوده أو لم يصح. ومجموع تراجمه ( 12446 ) ترجمة . وأهم نشرات هذا الكتاب وأجلها، وأكثرها فائدة وأبعدها خدمة للكتاب وأوسعا إنصافا لمؤلف الكتاب نشرة د. عبد الله بن عبد المحسن التركي (مركز هجر للبحوث 1429هـ 2008م) وقد ذيل الكتاب بمجموعة فهارس مبتكرة منها فهرس المؤلفين الذين رجع إليهم الحافظ في كتابه وهو أكثر الفهارس فائدة ويقع في الجزء 16 ص (646). ثم فهرس الكتب المذكورة في الكتاب (ص 813) ومن هذه الكتب (أخبار شعراء البصرة لدعبل) والاحاد والمثاني لابن أبي عاصم (رجع إليه 51 مرة) والأخبار للهيثم بن عدي (مرة واحدة) وأخبار المدينة لابن زبالة المخزومي (رجع إليه 8 مرات) والأخبار المنثورة لابن دريد (رجع إليه 17 مرة) والإخوة للدارقطني (رجع إليه 27 مرة) والأرحاء والجماجم لأبي عبيدة (رجع إليه مرتين) و(أوهام الاستيعاب لابن فتحون: رجع إليه 11 مرة) وذيل الاستيعاب لابن فتحون ( 40 مرة) وذيل الاستيعاب لابن الأمين (11 مرة) وذيل الاستيعاب لابن منده (مرتين) وحواشي الاستيعاب لأبي علي الغساني (مرة واحدة) وباسمه ذيل الاستيعاب (4 مرات) وذيل أسماء الصحابة لأبي موسى المديني ( 202 مرة مائتين واثنين) والبُشر بخير البشر لابن ظفر الحموي: مرة واحدة) وتاريخ الجزريين لأبي عروبة الحراني (مرة واحدة) وتاريخ حمص لعبد الصمد بن سعيد (رجع إليه 4 مرات) والتاريخ المظفري لابن أبي الدم (رجع إليه 18 مرة) والجد والهزل لجعفر بن شاذان (مرة واحدة) وحاشية أسد الغابة لمغلطاي ( 3 مرات) وخالصة الحقائق للفريابي (مرة واحدة) والردة لوثيمة بن فرات (78 مرة) وهو من نوادر الكتب المستحسنة جمع فيه خطب من منع قومه من الردة ، إلى غير ذلك من نوادر الكتب والذي ذكرته منه غيضٌ من فيض.
وكان الحافظ ابن حجر قد ارتأى تقسيم الكتاب إلى أربعة أقسام وقضى حياته وهو يعدل في هذه الأقسام، وينقل الصحابي من قسم إلى آخر حسب ما يقف عليه من معلومات
وقسمه إلى أربعة أقسام (بل خمسة كما سيأتي):
الأول: فيمن وردت صحبته بطريق الرواية عنه أو عن غيره ، سواء كانت الطريق صحيحة أو حسنة أو ضعيفة، او وقع ذكره بما يدل على الصحبة بأي طريق كان.
الثاني: فيمن ذكر في الصحابة من الأطفال الذين ولدوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وتوفي النبي صلى الله عليه وسلم ، وهم دون سن التمييز
الثالث: في المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام ولم يرد في خبر قط أنهم اجتمعوا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ولا رأوه أسلموا في حياته أم لا ، وهؤلاء ليسوا صحابة باتفاق أهل الحديث ولكن بعض من كتب في الصحابة أوردهم في الصحابة.
الرابع" في من ذكر في الكتب المتقدمة في أسماء الصحابة على سبيل الوهم والغلط . (وهذا القسم هو أهم أقسام الكتاب وفيه تظهر الجهود الجبارة التي بذلها الحافظ ابن حجر في بحثه عن تاريخ الصحابة)
وقد نبه المحقق إلى أن المفهوم من إحالات ابن حجر في الكتاب وجود قسم خامس سماه المبهمات، ولكنه لم يصلنا قال ص96: (والكتاب ينقص منه المبهمات من جميع نسخه الخطية وهذا ما أشار إليه السخاوي في الجواهر والدرر (2/ 181) كما نبه المحقق إلى إحالات عدة أحال إليها ابن حجر ولا وجود لها، ومعظمها في كتاب الكنى ما يعني أن كتاب الكنى لم يكتمل كما هو الحال في المبهمات.
قال: (وهذا المنهج الفذ الذي وضعه ابن حجر والتزمه بشكل دقيق قد اعتراه بعض الاضطراب في بعض المواطن وذلك لأن الكتاب ظل مسودة ناقصة حتى بعد تبييضه لأنه كان دائب الاستدراك والتعديل والحذف والزيادة والنقل من قسم إلى قسم لاستمرار تحرية الدقة في تمييز الصحابة)
وأفاد أن ابن حجر لم يبيض كتابه بصورة نهائية إذ وجد في ترجمة صحار بن عبد القيس ما نصه "ينبغي أن يحول هذا إلى القسم الرابع" (وانظر ص 98 كلام المحقق د. التركي عن طبعات الكتاب السابقة، وأن أفضلها طبعة الأستاذ علي محمد البجاوي/ مصر دار النهضة 1970م وقد اعتمدها د. التركي في نشرته ورمز لها بالحرف : م)
وفي حديثه عن طبعات الكتاب أفاد أن الإصابة طبعت لأول مرة في كلكتة عام 1853م بتصحيح محمد رجيه وعبد الحق وغلام قادر والرئيس اسبرنكو التيرولي (كلكتة شركة الهند الشرقية والجمعية الآسوية في البنغال مطبعة مدرسة الأسق)
ثم وصف خمس طبعات أخرى للكتاب.
ووصف (ص 103 النسخ المخطوطة التي اعتمدها في نشرته هذه وهي كما يقول سبع نسخ كاملة ومجلدان من أجزاء متفرقة وأفضل هذه النسخ نسخة دار الكتب المصرية برقم (229) مصطلح حديث طلعت أفلام (6119 – 6123) وتقع في أربعة مجلدات، ناقصة من آخرها بمقدار جزء قال: (وقد اتخذتها أصلا للكتاب لأنها أفضل النسخ المتوفرة وأقدمها) وعلى الورقة الأولى منها بخط الحافظ ابن حجر: المجلد الأول من الإصابة في تمييز الصحابة للفقير أحمد بن علي ابن حجر) وآخره (وافق الفراغ من تعليقه يوم الأحد 13 جمادى الأولى سنة 843 أحسن الله العواقب بمنه وكرمه آمين والحمد لله رب العالمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) وعلى الصفحة الأولى تملكات منها (الحمد لله من كتب العبيد يوسف بن شاهين الكركي في سنة 843) وهي سنة الفراغ من الجزء الأول وينتهي بنهاية القسم الرابع من حرف السين. وفي ختام الجزء الثاني (وكان الفراغ من نساخته يوم الخميس 28 شهر رجب الحرام عام أربع وسبعين وثمانمائة على يد الفقير إلى الله تعالى محمد أبو القاسم بن أبي بكر ابن فهد الهاشمي ... ويقع الجزء في (161) ورقة من القطع المتوسط. وأما الجزء الثالث ففي آخره تم على يد كاتبه محمد المدعو ببلح بن خضر بن خضير الأزهري يوم السبت المبارك عشرين شهر رمضان المعظم قدره من شهور سنة تسع وأربعين وألف....ويقع في (305) ورقة، ثم الجزء الرابع وقد ضمت إليه تتمة من نسخة أخرى وطول المحقق بالحديث عن الجزء والتتمة. ثم عرّف ببقية النسخة.
ومن نسخه نسخة تحتفظ بها دار الكتب المصرية أيضا، ونسخة مكتبة المتحف البريطاني بلندن. (وهي كاملة، نسخت في مطلع القرن الثاني عشر الهجري) ثم نسخة جوروم بإستنبول، وهي كاملة، نسخت في القرن الثاني عشر الهجري أيضا.
ولد الحافظ ابن حجر مولده يوم 22 شعبان 773هـ في القاهرة.
وتوفي أبوه نور الدين عام 777 وماتت أمه قبل ذلك ونشأ في كنف وصاية الزكي الخروبي رئيس التجار بالديار المصرية ( 787هـ) وتوفي بعد مرض شهرين ليلة السبت المسفرة عن الثامن والعشرين من ذي الحجة سنة 852 عن عمر جاوز الثمانين بأربعة أشهر وصلى عليه الخليفة العباسي ودفن بمقبرة بني الخروبي المقابلة لجامع الديلمي
وجمع أسماء شيوخه في كتابه "المجمع المؤسس للمعجم المفهرس" وقسمهم قسمين الأول شيوخه في الرواية فقط، والثاني من أخذ عنهم شيئا من الدراية، وإضافة بعض الأقران في جزء مفرد، وفيهم مشاهير مثل ابن دقماق المؤرخ الكبير ورقم ترجمته (387) ويليه تماما ترجم ابن زقاعة الرحالة النباتي الفلكي الشاعر، ورتبهم من حيث العلو إلى خمس طبقات (انظر التعريف بها في المجمع ص 76) وذكر في ترجمة كل شيخ جميع مسموعه عليه. وكان قبل ذلك قد ألف كتابا ترجم فيه لشيوخه وسماه "المعجم المفهرس" وسماه أيضا "تجريد أسانيد الكتب المشهورة والأجزاء المنثورة" وطبع المجمع المؤسس في أربع مجلدات بتحقيق د. يوسف عبد الرحمن المرعشلي دار المعرفة بلبنان معتمدا مخطوطته اليتيمة في العالم وهي التي تحتفظ بها المكتبة العثمانية بحلب برقم (241) وعدد الشيوخ الذين يضمهم الكتاب (730) شيخا، وبدأ بكتابته في عدن سنة 806هـ وفرغ منه في القاهرة يوم الخميس 16/ جمادى الآخرة/ 829 قال: (ثم جمعت "الفهرست" منه وزدت فيه أسانيد كتب كثيرة بالإجازة لتكميل الفائدة وكمل في شعبان سنة 832هـ
وأهم شيوخه وأكبرهم الحافظ العراقي لازمه عشرة أعوام منذ عام 796 (وهو أبو الفضل زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي الكردي الرازناني الأصل المهراني ولد بمنشأة المهراني بين مصر والقاهرة على شاطئ النيل في 11 جمادى الأولى سنة 725 وتوفي سنة (806) وأصل أبيه من بلدة يقال لها رازنان من أعمال إربل قدم القاهرة صغيرا مع بعض أقربائه ونشأ بها) وابنه ولي الدين أبو زرعة العراقي هو أيضا من شيوخ الحافظ ابن حجر.
ومن كبار شيوخه ابن جماعة الكناني الحموي الأصل (محمد بن أبي بكر) أكبر شيوخه في الفقه مولده سنة (749) ووفاته بالطاعون في ربيع الآخر سنة (819هـ) قال (وأما مصنفاته فكثيرة جدا جاوزت الألف وجمع أسماءها في جزء مفرد، وضاع أكثرها بيد الطلبة،، وكنت لا أسميه في غيبته إلا إمام الأئمة) لازمه ابن حجر من سنة 790 وحتى 819هـ
ومن كبار شيوخه برهان الدين التنوخي البعلي الأصل =نسبة إلى بعلبك= إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد (مولده في دمشق سنة 709 ووفاته سنة 800هـ) وبه افتتح كتابه المجمع المؤسس،واستغرقت الصفحات (79 حتى ص 201) وسمى فيها الحافظ ابن حجر اكثر من مائة مادة سمعها عليه بين كتاب وقصيدة وجزء ومنها المادة (91) وهي كتاب "فوائد ابن ماسي" وقد سمى ابن حجر (125) شيخا سمع التنوخي منهم هذا الكتاب، ومنها: جزء بيبي (ورقمه 26) و(بغية الظمآن من فوائد أبي حيان/ ورقمه 78) و(أربعون الباخرزي/ ورقمه 80) وما أورده د. التركي في ترجمته ليس من المجمع فقط وهو قول ابن حجر: (وأخذت عنه الكتب الكبار ولازمته مدة طويلة وخرجت له عشاريات مائة ثم خرجت له المعجم الكبير في أربعة وعشرين جزءا فصار يتذكر به مشايخه وعهده القديم فانبسط للسماع وحبب إليه فأخذ عنه أهل البلد والرحالة فأكثروا عنه، وكان قد أضر بأخرة، وحصل له خلط ثقل منه لسانه، فصار كلامه قد يخفى بعضه بعدما كان لسانه كما يقال كالمبرد ومات فجأة من غير علة في جمادى الأولى سنة ثمانمائة) وكان عمر الحافظ ابن حجر وقتذاك 27 سنة.
وسراج الدين البلقيني عمر بن رسلان العسقلاني الأصل مولده سنة 724 ببلقينة بمصر ووفاته في ذي القعدة سنة 805 ودفن بمدرسته التي أنشأها ورثاه ابن حجر وكان في الحج بقصيدة زيادة على مائة بيت
ووصيّه ابن القطان محمد بن علي شمس الدين المصري صاحب التسهيل في القراآت السبع (ت 17 رمضان 813) قال (كان له اختصاص بأبي فأسند وصيته إليه فلم نحمد تصرفه وناب في الحكم بأخرة فتهالك عليه)
وشيخه في النحو بدر الدين البشتكي الأنصاري الدمشقي الأصل (محمد بن إبراهيم) كان صديقا لجلال الدين ابن خطيب داريا وابن أبي حجلة وابن الصايغ وابن نباتة (وكان حنفيا ثم تحول شافعيا) قال: (وأمعن النظر في كتب ابن حزم فغلب عليه حبه) وله الشعر السائر وقد ذكر المصنفون في الأدب منه شيئا كثيرا. (ونسخ لنفسه ولغيره ما لا يدخل تحت حصر) وكان عديم النظير في الذكاء وسرعة الإدراك إلا أنه تبلد ذهنه بكثرة النسخ) توفي يوم الإثنين 23 جمادى الآخرة سنة 830هـ
نور الدين الهيثمي علي بن أبي بكر (735 – 807هـ) صاحب "مجمع الزوائد ومنبع الفوائد" أكبر تلاميذ الحافظ العراقي. رحل معه جميع رحلاته وتزوج بنته.
جمال الدين ابن ظهيرة المخزومي الشافعي محمد بن عبد الله (751 – 817هـ) قاضي مكة وخطيبها (مولده ليلة عيد الفطر) سمع عليه الحافظ ابن حجر سنة 785 وكان عمره 12 سنة كتاب عمدة الأحكام لعبد الغني المقدسي.
ومنهم: إبراهيم بن داود ابن عبد الله الآمدي ثم الدمشقى، نزيل القاهرة. ولد بآمد سنة أربع عشرة ودخل دمشق، وكان أبوه نصرانيا من أهل آمد فهلك، فقدم به الحاج عبد الله وكان صديق أبيه إلى دمشق، فأحضره عند الشيخ تقى الدين ابن تيمية فأسلم على يد الشيخ تقى الدين وهو صغير مراهق وامتحن بحبه، ونسخ الكثير من تصانيفه، وصحب تلامذته كابن القيم، وابن عبد الهادى... قرأت عليه مرة فقلت له: رضى الله عنكم وعن والديكم، فقال: لاتقل هكذا، يشير إلى أنهما لم يكونا مسلمين. (ثم سمى الحافظ ابن حجر ما قرأ عليه من الكتب، منها المصاحف لابن أبي داود) ومات يوم الأحد عشر شوال سنة سبع وتسعين وسبع مائة (المجمع المؤسس الترجمة 5 صفحة 206 – 211)
ومنهم شيخ الأدباء أحمد بن الحسن السويداوي وترجمته في المجمع المؤسس رقمها (19) وتبدأ أرقام الكتب التي سمعها عليه بالرقم 223 وتنتهي بالرقم (279) وهو رقم كتاب قصائد أبي العلاء، وقبله الرقم (278) كتاب المنتقى من الفكاهة للزبير بن بكار برواية ياقوت الحموي
ومنهم: فاطمة ابنة المنجى التنوخية الدمشقية من أكبر شيخات الحافظ ابن حجر وفي ترجمته لها قوله: (قرأت عليها الكثير من الكتب الكبار والأجزاء) مولدها سنة 712 وتوفيت في حصار دمشق سنة 813هـ
ومن شيخاته أيضا فاطمة بنت محمد بن عبد الهادي المقدسية الأصل الدمشقية الصالحانية ( 719 – 803) قال في ترجمتها (قرأت عليها الكثير من الكتب والأجزاء بالصالحية ونعم الشيخة كانت)
ومن كبيراتهن مريم بنت أحمد الأذرعية ورقمها في المجمع (270 ص 559) قال (وعاشت هذه الشيخة إلى ان انفردت برواية حديث السلفي بالسماع المتصل) ثم سمى زهاء اربعين كتابا مما سمعه بإجازتها فمن ذلك "حكايات المصقلي" و"فوائد ابي طاهر الذهلي" و"المنتقى من حديث ابن الوكيل" ومسند صهيب (ر)
وقد أحصى المحقق د. التركي مؤلفات الحافظ ابن حجر (ص 69 من مقدمة التحقيق) فكانت (301) كتاب، منها: تذكرته الأدبية وسماها "مسامر الساهر ومساهر السامر) وهو على غرار كتابه "نزهة النواظر المسموعة في الملح والنوادر المسموعة"
|
|
|
|
أعد هذه الصفحة الباحث زهير ظاظا
.zaza@alwarraq.com
|
مرآة التواصل الاجتماعي – تعليقات الزوار
|