قصة الكتاب :
اللآلي في شرح أمالي القالي، ذلك هو اسم الكتاب كما وضعه البكري، وكما سماه من رجع إليه من أعلام الأدباء في القرون الخالية، فلما قام عبد العزيز الميمني بتحقيق الكتاب، وطالت فيه مؤاخذاته للبكري وتعقباته له، وسد خلله وملء فراغه، رأى أن من الغبن لعمله أن ينعت بمجرد التحقيق، وأنه شاطر البكري في تأليف الكتاب، فأضاف إلى عنوانه كلمة (سمط) لتمييزه عن الكتاب الأصلي، ومن هنا طال عنوان الكتاب وجاء على النحو التالي (سمط اللآلي: ويحتوي على اللآلي في شرح أمالي أبي علي القالي للوزير أبي عبيد البكري بمشاطرة عبد العزيز الميمني له في أبحاثه)
وأوضح الميمني عمله بقوله: (يظهر لمن تصفح اللآلي أن البكري بقي يقيد كل ما مر به من فوائد برهة، وما لم يقف له من الأبيات على أثر أو خبر أخلى له بياضاً، وقد بقي من هذا النوع شيء كثير، لم يستطع سدَّ خلله، أو لم يتسنَّ له ذلك، ولكنني ولله الحمد والمنة سددت ثلمته ورأبتُ صدعه، إلا بعض ما انقطع دونه طمع، ولم تنفع فيه حيلة، وأعيت علي فيه مذاهبي فأخفقت في مآربي..)
وقد انتصف الميمني في سمطه من البكري لأبي علي القالي، ولمز تنبيهات البكري بأنها بعيدة الصيت قليلة الجدوى، كما قيل في المثل أسمع جعجعة ولا أرى طِحناً.
وللبكري كتاب آخر في الأمالي سماه (التنبيه على أوهام أبي علي القالي في أماليه) وهي تنبيهات التقطها من كتابه اللآلي وأفردها في كتاب ليقدمه إلى المعتمد ابن عباد. وقد طبع قبل طباعة سمط اللآلي، أما سمط اللآلي فقد فرغ الميمني من طباعته سنة 1936م عن نسختين فريدتين أهمهما: نسخة جامعة توبنكان بألمانيا، وقد دله عليها كراتشكوفسكي، وهي نسخة بالخط المغربي، أثبت الميمني أنها الأصل للنسخة الثانية، نسخة مكة المكرمة. وانظر مجلة العرب (س16 ص13) حول سيرة الميمني وترجمته. و(مذكرات الميمني) نشرها الدكتور شاكر الفحام في مجلة معهد المخطوطات (29/ 70 - 125)
|