قصة الكتاب :
من أجل كتب اللغة التي حلت ألفاظ شعر العرب، قال كرد علي في (كنوز الأجداد): (وهذا الكتاب آية باهرة، تنبئ بعلم ابن قتيبة في اللغة وحل عويص المعاني. وإنما سموا هذا النوع أبيات المعاني، لأنها تحتاج إلى أن يسأل عن معانيها، ويحتوي هذا السفر على اثني عشر كتاباً، منها كتاب الفرس ستة وأربعون باباً، وكتاب السباع والوحوش سبعة عشر باباً، وكتاب الحرب عشرة أبواب، وكتاب العرور عشرون باباً، وكتاب النسب واللبن ثمانية أبواب وكتاب الهوام أربعة عشر باباً وكتاب الأيمان والدواهي سبعة أبواب، وكتاب الديار عشرة أبواب، وكتاب الإبل ستة عشر باباً، وكتاب الرياح أحد وثلاثون باباً، وكتاب النساء والغزل باب واحد، وكتاب تصحيف العلماء باب واحد) وقد ضاعت الكتب الخمسة الأخيرة، مع مقدمة الكتاب، في النسخة اليتيمة التي وصلتنا من نسخ الكتاب. قال د. عبد السلام عبد العال في كتابه (نقد الشعر بين ابن قتيبة وابن طباطبا) ص106: (وقد ضاعت مقدمة الكتاب مع ما ضاع منه، ولم أجد في الكتاب كله إشارة تحدد الغاية منه، ويرى محققه أن الكتاب لون من الاختيارات الشعرية، إذ من العلماء من دون الشعر بصفة دواوين للقبائل، كديوان شعراء هذيل، ومنهم من اختار عدداً من القصائد، كالأصمعيات والمفضليات....ومنهم من جمع الأبيات الغريبة المعاني المتأبية على أفهام أكثر الناس...قال السيوطي: وقد ألف ابن قتيبة في هذا النوع مجلداً حسناً، وكذلك ألف غيره. ويمكن وصف جهود ابن قتيبة فيه أنها عملية تصوير لحياة العرب عن طريق تفسير ما اختاره من الشعر. فكتاب الخيل مثلاً لا يتحدث عن الحيوان وبيئته، وإنما يتجاوز ذلك إلى رسم صورة لكل جانب من جوانب هذا الحيوان الأثير، وإليك بعض فصوله: ألوان الخيل، وعرقها، واضطرام عدوها، ولحوقها بالصيد، وميل أحد شقيها حين المشي، والسباق عليها، وحثها بالأعقاب والسياط، والقيام عليها، وسقيها باللبن، وسقوط الذباب من صهيلها، وأعلام الجياد، ووصف أعضائها عضواً عضواً).
طبع الكتاب طبعات عدة، منها طبعة حيدر آباد الدكن 1949م.
|