قصة الكتاب :
كتاب غزير المادة، حسن الترتيب، جدير بالاهتمام، من أوثق المصادر وأقدمها في موضوعه.
وموضوعه: طبقات الصحابة والتابعين ومن تلاهم إلى وقته. وجعل المجلد الأول منه وقسماً كبيراً من الثاني في السيرة النبوية الشريفة.
ويعرف بالطبقات الكبرى لأنه بسط فيه كتابه (الطبقات الصغيرة) وقد وصلتنا نسخة من (الطبقات الصغيرة) تشتمل على نفس التراجم الموجودة في (الطبقات الكبرى) إلا أنها مختصرة. (متحف الآثار باستنبول: رقم 435).
وهو يذكر في ترجمة الرجل كنيته ولقبه، ومهنته التي يزاولها، وصفته وأخلاقه، ونسبه لأمه وأبيه، ويعدد أولاده، بنين وبنات، وربما ذكر شيئاً مما اعتاده من لباس وخضاب، وكلما عثر عليه من أحواله وسكنه ومولده ووفاته، ويختم الترجمة بما يظهر له من حال الرجل جرحاً وتعديلاً.
قال حاجي خليفة: (كتاب الطبقات أعظم ما صنف في طبقات الرواة).
ويقع في (15) مجلداً. طبعت ثمانية منها لأول مرة في ألمانيا سنة (1904) بتحقيق طائفة من المستشرقين الألمان، معتمدين نسخاً غير كاملة للكتاب، لعدم توفرها إذ ذاك.
ثم أعيدت طباعة هذه الطبعة مرتين، الأولى بتحقيق العلامة الكوثري (القاهرة 1358هـ) والثانية بتحقيق د. إحسان عباس (بيروت 1376هـ) ولم يستطيعا استكمال النقص الذي لحق الطبعة الأوروبية. لذلك كثيراً ما تعترض الباحث نقول قديمة من الكتاب لا يجدها في هذه الطبعات.
ثم عثر د. زياد محمد منصور على قطعة غير منشورة من الكتاب، تولى تحقيقها ونشرها. وتضم قسماً متمماً لتراجم التابعين من أهل المدينة ومن بعدهم، من ربع الطبقة الثالثة إلى منتصف الطبقة السادسة، وذلك نحو (400) ترجمة، وجاء الكتاب في (592) صفحة. وهو مرجعنا في هذه الترجمة.
وقد وصلنا كتاب ابن سعد برواية تلميذيه: أبي أسامة البغدادي (ت282هـ) والحسين بن فَهُم (ت289)
وكان ابن سعد أحد أربعة اجتمعت عندهم كتب الواقدي. (تاريخ بغداد 5/ 321) وقد روى عنه مئات النصوص في كتابه هذا.
وتوفي ببغداد يوم الأحد 4/ جمادى الآخرة/ 230هـ وعمره (62) سنة. ومع ذلك فقد وجد في كتابه تراجم لمن هم متوفون بعد هذا التاريخ، يرجح أنها من زيادات تلميذه ابن فَهُم.
|