قصة الكتاب :
كتاب جليل، غزير الفائدة. طبع لأول مرة سنة 1332هـ بمطبعة دائرة المعارف النظامية، في حيدر آباد الدكن، في عهد ملكها: مير عثمان علي خان بادشاه بهادر.
وهو كتاب في الأزمنه والأمكنة، وبيان مايختلف من أحوالها، ويتفق من أسمائها وصفاتها، وأطرافها وأقطاعها، ومتعلقات الكواكب منها، في صعودها وهبوطها، وطلوعها وغروبها...وتتبع مساقط الغيث، وبوارح الريح. ويتضمن ما قالته العرب في كل ذلك في أشعارها وأمثالها، وحكمها وخطبها، وما أثر عنهم في أعيادهم وحجهم ونسكهم ووجوه معايشهم ومكاسبهم وآدابهم.
وقد بنى المرزوقي كتابه على ثلاثة وستين باباً، ونيف وتسعين فصلاً، قدم له بمقدمة في حب الأوطان، ضمنها كلمة الجاحظ الطويلة في فضائل البصرة. ثم قال:
(وقد غبرت علي مدة من الزمان، وهذا الكتاب مني ببال، أتصفح ورقه بأيدي فكري، وأتصور مضمونه في مطارح فهمي، فينيلني إذا صادفته جموحاً، ويوليني إذا صافحته ازوراراً وشسوعاً....إلى أن تبوأ من علو الوكد والاهتمام أعلى الربى...فحينئذ أطلع الله على ضميري نور الأستاذ النفيس، أبي علي إسماعيل بن أحمد، أدام الله رفعته...فأقبل تتناثر أبوابه وتنثال علي، وتتسابق أجزاؤه وفصوله وتنساق إلي، كأنه كان من رباط الشد في عقال)
وفرغ منه كما كتب بخطه: يوم الخميس 13 / جمادى الآخرة / 453هـ
وفي آخر الكتاب تقريظ بقلم خادم الأدباء السيد إبراهيم بن السيد عباس الرضوي، قال فيها: (وقد عثرت في هذا الأوان على كتاب صنف في سنة (453هـ) يسمى كتاب الأزمنة والأمكنة...للإمام المحقق، الهمام المددق، شيخ المهندسين، ورحلة المنجمين...أبي علي المرزوقي الأصبهاني. وقد تسامح صاحب كشف الظنون في نسبة هذا الكتاب إلى قطرب المتوفى سنة 206هـ... ويمكن أن يكون الكتاب في الأصل لقطرب، رآه المرزوقي غير واف فتممه بلواحق وزوائد.)
|