قصة الكتاب :
من عيون كتب ابن الأبار البلنسي القضاعي، وهو رسالة استعطاف طويلة، بعث بها إلى السلطان أبي زكريا الحفصي صاحب تونس، وكان قد أعفاه من خدمته لكلام وشي به عليه، وقد أفرط ابن الأبار في التذلل لأبي زكريا في فاتحة الكتاب، ثم أخذ يقص حكايات كتّاب سبق إليهم غضب السلاطين، ثم حلت بهم نعمة الرضا فأعتبوهم وغفروا لهم، واشتمل هذا القسم على (75) ترجمة لمشاهير الكتّاب.
وقد استشفع ابن الأبار بولي العهد أبي يحيى، فكلم أباه في أمره، فأعاده إلى الرضا، ومات أبو يحيى قبل أبيه، وصار أمر تونس لمحمد: ثاني أولاد أبي زكريا المتلقب بالمستنصر، فأبقى على ابن الأبار في منصبه حتى جرى له ما ذكرناه في التعريف بكتابه (الحلة السيراء).
طبع الكتاب مرات عدة، منها طبعة د. صالح الأشتر سنة 1961م.
والإعتاب: مصدر من أعتب، تقول: أعتبتُ الرجلَ أي أعطيته العُتبى، والعُتبى بمعنى الرضا وترك العتب واللوم.
وابن الأبار هو صاحب القصيدة المشهورة التي خاطب بها أبا زكريا الحفصي، وأولها:
(أدرك بخيلك خيل الله أندلسا) وهو متولي كتابة عهد التنازل عن بلنسية للفرنجة يوم 17 / المحرم /636هـ.
المرجع: مقدمة د. حسين مؤنس للحلة السيراء طبعة 1964 صفحة 36
|