قصة الكتاب :
ليس في وسعنا هنا أن نعطي صورة كاملة عن أثر هذه الرباعيات في العالم، ولكننا اخترنا لهذه البطاقة أن تكون حديثاً عن جانب من أثر هذا العمل الخالد في أوربا.
تقول الرواية الأوروبية لرباعيات الخيام، أن عمر الخيام شرع في كتابة رباعياته أثر فجيعته بمحبوبته ياسمين النيسابورية، التي تزوجها أحد أثرياء حلب، في نيسابور، وحملها معه إلى حلب، والتقى بها الخيام في حلب بعد طلاقها، ووقوعها فريسة في مخالب المرض. فتزوجها، وعاد بها إلى نيسابور، لتموت في الطريق إلى نيسابور، بعد مفارقة حلب بإسبوع واحد. وليدفنها عمر الخيام بيده تحت ظل شجرة عتيقة، على طريق نيسابور.
سمعت أوربا برباعيات الخيام لأول مرة سنة 1700م عن طريق (توماس هيد) الأستاذ في جامعة أكسفورد، وتلاه (فون همر) النمساوي الذي ترجم قسماً منها سنة 1818م وبعد ذلك بقليل، قام الفرنسي (نيقولاس) بإنجاز أول ترجمة فرنسية للرباعيات، وتلاه الإنكليزي (فيتز جرالد ) فأصدر سنة 1859م ترجمة، لم يكن لها شأن لولا الترويج الذي قام به كل من (روزتّي) و(سونبرن) ليرتفع سعرها من مليمين إلى عشرين جنيه.
وبلغ اهتمام الإنكليز بعمر الخيام إلى تأليف (153) كتاباً عن رباعياته، حتى أوائل القرن العشرين. كما يذكر البستاني في مقدمة ترجمته.
وتروي (إيفيلين) زوجة الروائي الانجليزي (توماس هاردي) أنه طلب منها وهو على فراش الموت، أن تقرأ له الرباعية (81).
ويذكر الروائي الانجليزي (دي. إتش لورانس) في كتابه (أوراق الغرفة) أنه اعتاد أن يقرأ الرباعيات بصوت مرتفع، لكنه عندما يصل إلى الرباعية (72) كانت أمه تطلب منه أن يخفض صوته كيلا تصل هذه الرباعية بالذات إلى سمع أخيه.
أما جيل الشباب، فقد انتشرت في دفاترهم المدرسية، ورسائلهم المتبادلة، الرباعية رقم (12).
وفي 8 /10 / 1884م قام الفنان الانجليزي (وليم سيمسون) برحلة إلى نيسابور لزيارة قبر عمر الخيام. وحمل من على قبره، باقة من وردة (السنتيفوليا) لتزرع في حدائق لندن، ولتزهر بعد أربعة أعوام، ولتقطف أول براعمها فتوضع على قبر (فيتز جرالد)، وليتأسس أول نادي يحمل اسم عمر الخيام في العالم في انجلترا يوم 14 / 10 / 1892م.
أما المنشور في هذا البرنامج فترجمة الصافي النجفي. المنشورة لأول مرة سنة 1931م
للتوسع: انظر ترجمة وديع البستاني، وأحمد رامي، والزهاوي، وطالب الحيدري، وعبد الحق فاضل، وإبراهيم العريض.
|