قصة الكتاب :
عمدة كتب الأزياج عند العرب. ومفخرة الحضارة العربية في علوم الفلك.
ألفه البتاني سنة (299هـ 912م) وبناه على (57) باباً سماها في المقدمة.
والزيج: كلمة معربة، وأصلها بالفارسية (زه) أي: الوتر. كما في (تاج العروس) قال: وهو كتاب يحسب فيه سير الكواكب.
والصابي: نسبة إلى الصابئة الذين اشتهروا بالمهارة في علوم الفلك.
قال الصفدي في (الوافي) وأول ما ابتدأ بالرصد سنة (264) إلى سنة (306) وأثبت الكواكب الثابتة في زيجه لسنة (299هـ) ولم أعلم أنه أسلم، ولكن اسمه يدل على إسلامه. وذكر صاحب الفهرست أنه ألفه للوزير ابن الفرات (ت312هـ).
وقد استمر العمل بزيجه حتى ظهور (القانون المسعودي) للبيروني
وهو أول من اكتشف ميل محور الأرض في دورانها حول نفسها بالنسبة لدورانها حول الشمس، ذلك الاكتشاف الذي نسبه لنفسه كوبرنيك بعد وفاة البتاني بخمسة قرون.
قال القفطي: (لا يُعلم أحد في الإسلام بلغ مبلغه في تصحيح أرصاد الكواكب وامتحان حركاتها). وكمثال على ذلك انظر قوله: (ورصدنا نحن في عصرنا هذا مرارا كثيرة بالعضادة الطويلة...إلخ)
وانظر (أبحاث المؤتمر السنوي التاسع لتاريخ العلوم عند العرب المنعقد في مدينة الرقة 24 - 25 نيسان/ 1985م) بمناسبة الذكرى الألفية لوفاة البتاني الرقي. اشتملت على بحوث مهمة في التعريف بالبتاني ومكانة كتابه.
وانظر: علي الدفاع (العلوم البحتة في الحضارة العربية الإسلامية) وعلي شواخ الشعيبي (البتاني الرقي: سلسلة أعلامنا). ومحمد عبد الحميد الحمد (البتاني أعظم فلكي عرفته العرب) وفيه بحوث مهمة عن الزيج الصابي ومصادره ومكانته وتفسير مصطلحاته.
طبع الكتاب مترجماً إلى اللاتينية سنة (1537م) باسم (Scichtia Stellarum) وطبع بالعربية لأول مرة في روما سنة 1899م بعناية المستشرق الإيطالي كارلو نالينو صاحب كتاب (علم الفلك: تاريخه عند العرب في القرون الوسطى) معتمداً نسخة دير الاسكوريال. وأشار في تقديمه لجداول الكتاب (ص227) إلى ما وقع في جداول نسخة الاسكوريال من الأغلاط بسبب كتابة الأعداد بحروف الجُمّل. قال: (فوالله ما أكثر هذه الأغلاط، ومن يرد تصحيحها فليراجع ترجمتنا اللاتينية لهذا الكتاب التي طبعنا فيها أيضاً بقية الجداول المشتملة على أعداد فقط) ونبه إلى أن حروف الجمّل في نسخة الاسكوريال مثبتة على مذهب المغاربة، يعني أن (ص) عبارة عن (60) و(ض) عبارة عن (90) و(س: 300) و(ظ: 800) إلخ.
|