قصة الكتاب :
من ذخائر الأدب العربي الصوفي. وتضم (264) حكمة، وثلاثة أجوبة، جرى فيها على نمط الحكم في توجيه مريديه، وختمها بمناجاة طويلة، تناولها الشراح بالشرح، كتناولهم متن الحكم والأجوبة. قال حاجي خليفة: (ولما صنفها عرضها على شيخه أبي العباس المرسي (ت686هـ) فقال له: (يا بني لقد أتيت في هذه الكراسة بمقاصد الإحياء (للغزالي) قال: ولذلك تعشقها أرباب الذوق لما رق لهم من معانيها وراق، وبسطوا القول فيها وشرحوها كثيراً، ثم سمى ما وضع عليها من شروح. وسمى د. التفتازاني في كتابه (ابن عطاء الله السكندري) 24 شرحاً لها. أشهرها كتاب: (غيث المواهب العلية) لابن عباد النَّفَّزي الرُّندي (ت792هـ) وصفه الشيخ أحمد زروق البرسلي (ت899هـ) بأنه (بستان الفن وخزانة أحكامه وجامع لبه). و(إيقاظ الهمم في شرح الحكم) لابن عجيبة. و(شرح شيخ الإسلام عبد الله الشرقاوي:ط). قال حاجي خليفة: وذكر الشيخ زروق في شرحه أن الحكم مرتب بعضها على بعض فكل كلمة منها توطئة لما بعدها وشرح لما قبلها. وتمتاز بعض هذه الحكم بما ربطها به من آيات قرآنية، على نمط (لطائف الإشارات) لأبي القاسم القشيري. كقوله: (متى وردت الواردات الإلهية إليك، هدمت العوائد عليك: إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها) وقوله: (الوارد يأتي من حضرة قهار، لأجل ذلك لا يصادفه شيء إلا دمغه: بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق) وقوله: (ما أرادت همة سالك أن تقف عندما كشف لها إلا ونادته هواتف الحقيقة: الذي تطلب أمامك، ولا تبرجت له ظواهر المكونات إلا ونادته حقائقها: إنما نحن فتنة فلا تكفر) وقوله: (لينفق ذو سعة من سعته: الواصلون إليه، ومن قًدر عليه رزقه: السائرون إليه). وقوله: (اهتدى الراحلون إليه بأنوار التوجه، والواصلون لهم أنوار المواجهة. فالأولون للأنوار، وهؤلاء الأنوار لهم، لأنهم لله، لا لشيء دونه: قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون). ومما اشتهر من هذه الحكم قوله: (معصية أورثت ذلاً وانكساراً خير من طاعة أورثت عزاً واستكباراً). وقوله: (كان الله ولا شيء معه وهو الآن على ما عليه كان) و(لا تصحب من لا ينهضك حاله ولا يدلك على الله مقاله) و(العطاء من الخلق حرمان، والمنع من الله إحسان) و(ليس كل من ثبت تخصيصه كمل تخليصه) و(أجهل الناس من ترك يقين ما عنده لظن ما عند الناس) و(من أشرقت بدايته أشرقت نهايته). طبعت الحكم طبعات كثيرة، منها طبعة البابي الحلبي وأولاده سنة 1939م.
|