ولاة مصر
تأليف : أبو عمر الكندي
الولادة : 282 هجرية الوفاة : 354 هجرية
موضوع الكتاب : التراجم والسير --> تراجم خاصة
الجزء :
تحقيق :
ترجمة :
|
|
|
|
|
|
قصة الكتاب :
من أقدم الحوليات المصرية وأشهرها عند المؤرخين، وأندر ما وصلنا من آثار أعلام المذهب الحنفي في الحقبة الطولونية في مصر. وهو مصنف يشتمل على كتابين كل منهما مستقل عن الآخر، والمنشور على الوراق (الكتاب الأول فقط) إلا أنني سأتناول في هذه البطاقة التعريف بالكتابين، لكونهما مطبوعين معا في معظم نشراتهما. والاسم الكامل للكتاب الأول: (تسمية ولاة مصر) تناول فيه أخبار الولاة الذين تولوا مصر منذ الفتح الإسلامي حتى سنة (335) في نهاية ولاية محمد الأخشيد. قال في حوادث سنة (238): (وكان عنبسة آخر من وليها من العرب). وقد حرص في الحوادث التي أرخ لها على الدقة في تحديد اليوم والشهر والسنة. ورتبه حسب الولاة الذين تولوا حكم مصر، يذكر الحوادث التي وقعت في عهد كل واحد منهم، وتاريخ ولايته وعزله. ومن ولي الشرطة في عهده. ولا نعرف السبب الذي جعله يقف عند سنة (335هـ) مع إنه امتد به العمر فمات بعد ذلك بخمسة عشر عاما. قال د. حسن أحمد محمود في كتابه ( الكندي المؤرخ وكتابه القضاة والولاة) (سلسلة أعلام العرب) (ص 78): ولعل ذلك لطارئ العلة والمرض بدليل أن الذين أتموا كتابه حتى سنة (358هـ) كانوا يتحدثون باسمه ويروون عنه. وكان كتابه (الولاة) عمدة المقريزي في أخبار الدولة الطولونية، وإن لم يصرح بذلك. ونقل عنه ابن زولاق ما يزيد عن (35) مرة. وهو من تلاميذ أبي عمر الكندي، توفي سنة (387هـ) ومولده في شعبان سنة (306هـ) وكتابه (فضائل مصر وأخبارها وخواصها) طبع بتحقيق د. علي محمد عمر (القاهرة: مكتبة الخانجي 1420هـ 2000م) وهو غير كتابه المفقود: (أخبار قضاة مصر) الذي ذيل به على كتاب القضاة للكندي كما ذكر ابن خلكان في ترجمة ابن زولاق، وحاجي خليفة في (كشف الظنون) قال: (قضاة مصر: لأبي عمرو محمد بن يوسف بن يعقوب الكندي مؤلف (خطط مصر) وذيله لابن زولاق وذيل ذيله المسمى برفع الإصر مر ذكرها جميعاً في تاريخ مصر). واسم كتاب الكندي كاملا: ( أخبار قضاة مصر) ترجم فيه لمن ولي القضاء في مصر، ورتبه على تسلسلهم التاريخي في ولاية القضاء، إلى أنه انتهى به إلى عام (246) في أيام القاضي بكار بن قتيبة، الذي ولي القضاء من قبل الخليفة المتوكل العباسي. ونقف هنا أيضا متسائلين عن سبب وقوفه عند هذه السنة، بينما وصل بكتابه (الولاة) إلى سنة (335) وعلى هذا الكتاب ذيل: صنعه أبو الحسن أحمد بن عبد الرحمن بن برد وبلغ به إلى عام (366) وعلى ذيل ابن برد ذيل أيضا صنعه مجهول، من سنة (347 حتى 424) وقد استوعب ابن حجر معظم مواد كتاب القضاة في كتابه (رفع الإصر) وأفاد منه المقريزي في الخطط ولم يشر إلى ذلك.
قال د. حسن أحمد محمود : (ويختلف الكتابان في طريقة تأليف كل منهما وفي طريقة تناول الموضوعات، فكتاب القضاة بصرف النظر عن الشعر الذي تضمنه يتألف كله من الأحاديث التي بلغ عددها نحو (450) حديثا، كان الكندي فيها مجرد راوية للحديث وجامع له. ولا ننكر أن كتاب الولاة تضمن أحاديث لم تتجاوز المائة، ولكنه تضمن أيضا ما يقرب من ثلاثين فقرة مقتبسة ومنسوبة إلى أصحابها بأسلوب يختلف عما اتبع في كتاب القضاة.
واقتبس في كتاب الولاة من نحو (350) قصيدة، ونحو (200) قصيدة في كتاب القضاة ومجموع الأبيات التي اختارها في الكتابين نحو (619) بيتا . وقد بلغ شعراء العصر الطولوني من الكثرة أن أسماءهم ملأت نحوا من اثنتي عشرة كراسة كما ذكر المقريزي. ومن نوادر هذه القصائد: قصيدة في رثاء (الميدان) الذي أنشأه بنو طولون وهدمه الحسين بن أحمد سنة (293). وأبرز من ذكرهم من الشعراء: سعيد بن عفير، روى له (12) قصيدة تتناول الأحداث من سنة (168 إلى 209) ومعظم شعره في التعصب لقحطان وقضاعة. وهو سعيد بن كثير بن عفير أبو عثمان الأنصاري ولد عام (146) وتوفي عام (226) وضعه السيوطي في قمة مؤرخي مصر الإسلامية. ونقل عن ابن طاهر قوله: (أعاجيب مصر ثلاثة: النيل والأهرام وابن عفير) ومن شعرائه: ابن أبي زمزمة. ذكره في حوادث سنة 65. و(المعلى الطائي) وكان معاصرا لابن عفير، وما نقله من شعره يقع بين سنتي (194 و214) ومنهم أبو تمام ، ويعده المصريون شاعرهم العظيم لأنه قضى معظم شبابه في مصر. نقل عنه خمس قصائد: ثلاثا منها سنة 214 في مدح عمير بن الوليد، واثنتين في مدح ابن طاهر، لم تردا في ديوانه، وهما من أقدم شعر أبي تمام. ومنهم (الحسين بن عبد السلام) المعروف بالجمل، وكانت له شهرة واسعة. أورد له الكندي زهاء (50) بيتا من شعره وكلها تتعلق بأحداث عام 227) وكان قد تتلمذ للشافعي وتوفي سنة (258).وممن ذكرهم من الشعراء (إسماعيل بن أبي هاشم وأحمد بن أبي يعقوب وسعيد القاص ومحمد بن طاشويه الذي رثا بني طولون، والقاسم بن يحيى المريمي (ت 316هـ) ومحمد بن داود، ولم يذكر من الشعراء بعد الطولونيين غير ابن مهران)...
قال: (ونقل فيه مباشرة عن نحو سبعين من الرواة، وأهمهم: ابن قديد علي بن الحسن بن خلف أبو القاسم الأزدي (مولده عام 229 ووفاته عام 312هـ) كان يحتفظ بنسخة من مصحف عقبة بن عامر. روى عنه الكندي نحوا من نصف أحاديث كتاب القضاة. ويليه: الطحاوي أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي أبو جعفر، كان من أقرباء المزني، تلميذ الشافعي ولكنه تزعم المدرسة الحنفية، وعمل كتابا للقاضي محمد بن عبده الذي ولي القضاء من سنة (277 حتى 283) وألف عدة كتب ضاع معظمها. ومنهم: صديقه القاضي محمد بن أحمد بن الحداد، وكان شافعي المذهب، علوي الهوى، حدث بكتاب (خصائص علي) للنسائي، وكان قد سمعه منه لما أتى النسائي مصر في رحلته الثانية إليها عام (302هـ) والتقاه الكندي أيضا، وكان في السابعة عشرة من عمره. ومن نوادره في كتاب القضاة (ص 354) هذا النص الذي زعم أنه استخرجه من (ديوان بني أمية) قال: (قال أهل أبي سالم الجيشاني: إنهم من معافر، وفيما وجدت في ديوان بني أمية براءة زمن مروان بن محمد وفيها: (بسم الله الرحمن الرحيم، من عيسى بن أبي عطاء إلى خُزّان بيت المال، فأعطوا عبد الرحمن بن سالم القاضي رِزقَه لشهر ربيع الأول وشهر ربيع الآخر سنة إحدى وثلاثين، عشرين ديناراً، واكتبوا بذلك براءة، وكُتب يوم الأربعاء لليلتين خَلَتا من شهر ربيع الأول سنة 131هـ) ونقل هذه الوثيقة ابن حجر في كتابه (رفع الإصر) عن الكندي.
ومن نوادره (ص 435) بعدما ذكر أن ابن أبي طاهر أجرى على القاضي عيسى بن المنكدر سنة (212هـ) سبعة دنانير كل يوم، قوله: (فجرت في القضاء إلى اليوم) وكان مرتب القاضي قبل ولاية ابن طاهر (30) دينارا في الشهر، كما يفهم من قول الكندي في أخبار ابن أبي لهيعة (ص 368). ومن نوادره تأريخه (ص394) لقضية تدوين أسماء الشهود في كتاب مستقل، وأن أول من فعل ذلك محمد بن مسروق، قال: (وفعلت ذلك القضاة من بعده إلى اليوم). قال (ص405) وكان المفضل بن فضالة أول من اتخذ صاحب مسائل) وصاحب المسائل وظيفة، يقوم من تناط به بالتحقق من أخلاق الشهود وتحري أخبارهم.
طبع الكتاب لأول مرة في بيروت عام (1908م) بعناية المستشرق (رفن جست) باعتماد نسخة المتحف البريطاني، وجاء على هذه النسخة (ص134) حاشية في ترجمة المؤلف، لم يرد فيها أثناء الحديث عن كتبه كتاب (فضائل مصر) المنسوب إليه في بعض المصادر، انظر التعريف به على الوراق.
|
|
|
|
أعد هذه الصفحة الباحث زهير ظاظا
.zaza@alwarraq.com
|
مرآة التواصل الاجتماعي – تعليقات الزوار
|