قصة الكتاب :
كتاب غريب. زعم مؤلفه أنه وضعه دفاعاً عن تراث العرب، في الحكمة والأدب، عندما رأى انصراف الناس إلى كتاب ابن المقفع (كليلة ودمنة). واتجه في كتابه إلى نقض ما جاء به ابن المقفع منسوباً إلى الفرس، محاولاً رده إلى أصوله من أشعار قدماء العرب، وذكر أنه أهمل ما شاكل ذلك من منثور كلام حكماء العرب، اكتفاء بما جمعه أبو عبيد ابن سلام لعبد لله بن طاهر في كتابه (ألف مثل ومثل) الذي ضاهى به كتاب (هزار أفسان) الفارسي.
وحرص في كتابه على نسبة كل بيت إلى قائله، قال: (لئلا يظن جاهل بالشعر والشعراء أني نحلت أحداً ما ليس له)
إلا أن هذا الذي ذكره اليمني يحمل في طيه دليل اتهام، وفي كثير من الشعر الذي نسبه إلى فحول الشعراء، من التكلف والإسفاف ما يجعلنا نشك في صحته، لتطابق أشعارهم مع منثور كليلة ودمنة تطابقاً حرفياً، وإذا سوغ لنفسه الافتراء على فحول الشعراء، فهو على المغمورين أشد افتراء.
وجاء في خاتمة الكتاب أنه فرغ من تأليفه في مناف سنة 340هـ وحمله إلى المعز الفاطمي سنة 358هـ في المنصورية.
طبع الكتاب لأول مرة في بيروت سنة 1961م بتحقيق د. محمد يوسف نجم، معتمداً نسختين للكتاب، الأولى: محفوظة في مجموعة يهوذا بجامعة برنستون، وعدد أوراقها مئة ورقة. والثانية: محفوظة بمكتبة الفاتيكان، وعدد أوراقها سبع وعشرون، نسخت سنة 862هـ. قال محقق الكتاب: ويبدو أن النسختين مأخوذتان عن أصلين مختلفين، إذ إن الفروق بينهما من الكثرة بحيث لا نستطيع أن نردهما إلى أصل واحد. قال: وقد آثرت أن أثبت مقدمتي النسختين لشدة ما بينهما من التفاوت. وكان أول من نبه إلى أهمية الكتاب المستشرق (ليفي دلا فيدا) في بحث كتبه عنه سنة 1936م.
|