قصة الكتاب :
كتاب مشهور، جمع فيه مؤلفه أبو الحسن ابن سعد الخير (ت 571هـ) بين شرح شيخه ابن السيد البطليوسي (ت521هـ) المسمى (الطرر على الكامل للمبرد) وشرح أبي الوليد الوقشسي (ت489هـ) المسمى (نكت الكامل للمبرد) وذلك سبب تسمية الكتاب بالقرط. والقرط: لفظ مفرد يراد به المثنى. وقد رمز للوقشي بحرف (ش) وللبطليوسي بحرف (ط). ولاتفاقهما على نص واحد بذكر الرمزين (ط ش). وقد رجعا في كتابيهما إلى (84) كتاباً، سماها المحقق في فهارس الكتاب، نذكر منها (نوادر الهجري) و(اللهو والملاهي) لابن خرداذبه، و(المسائل الحلبية) للفارسي و(المناكحات) و(التنبيهات) لابن حمزة، وكتاب الفتيا للجاحظ. و(لحن العامة) للمازني و(الوشاح) لابن دريد، و(الأفعال) لابن القوطية و(الزينة) لأبي حاتم، و(الأزمنة) للمبرد، و(الممتع) للنهشلي.
ويمتاز الوقشي بقسوته على المبرد إلى درجة الشتم، بينما نجد البطليوسي متزناً معتدلاً، يورد الاعتراض على المبرد مع الاحتفاظ بحقوقه ومراعاة منزلته في الأدب. إلا أن ابن سعد الخير لم يكتف في بعض الأحيان بما قالاه، بل نراه يأتي بما قاله غيرهما، وفي هذه الحالة يرمز للكلام بحرف (غ) أي غيرهما. وإذا كانت الإضافة من كلامه رمز لذلك بحرف (خ) وذلك قليل ضئيل. وهو لم يصرح في مقدمة الكتاب باستخدامه هذين الرمزين كتصريحه فيها باستخدامه الرمزين (ط) و(ش).
وصلتنا نسخة يتيمة من الكتاب، كتبت سنة (658هـ) بخط مغربي دقيق، قد طمست الرطوبة الكثير من كلماتها، وسقطت منها الورقة التي تحمل اسم الكتاب والمؤلف. قال المحقق: (ولولا أن المراكشي ذكر هذا الكتاب وسمى مؤلفه لما عرفنا اسم الكتاب ولا اسم جامعه). وتحتفظ بهذه النسخة المكتبة القومية بأنقرة (ملي كتب خانه) وكانت فيما مضى في حوزة إبراهيم بن محمد الزمزمي سنة 1180هـ المؤقت في الحرم المكي (له ترجمة مهمة في تاريخ الجبرتي) ثم صارت في حوزة السيد أحمد الرفاعي المدني، ثم آلت إلى مكتبة إسماعيل أفندي، ومنها نقلت إلى مكتبة أنقرة.
وذهب المرحوم عبد العزيز الميمني إلى أن هذه النسخة هي نفسها التي اعتمدها البغدادي في (خزانة الأدب) انظر تفصيل ذلك في مقدمة نشرة ظهور أحمد أظهر لكتاب القرط، (ص 178) وهو أول من تصدى لنشره (لاهور: جامعة البنجاب/ 1401هـ 1980م). وتقع مقدمة التحقيق في (191) صفحة.
|