قصة الكتاب :
أول ما ألف في فن البديع. قال السكاكي: (واعلم أن أنواع البديع كثيرة، وأول من اخترع ذلك ابن المعتز). ويعترف ابن المعتز في مقدمة كتابه أنه لم يكن أول من استخدم مصطلح البديع، ولكنه أول من استنبط فنونه وألف فيها كتاباً، وأوصل فنون البديع إلى خمسة فنون، هي: الاستعارة، والتجنيس، والمطابقة، ورد أعجاز الكلام على ما تقدمها، والمذهب الكلامي.
قال: أما المذهب الكلامي، فهو مذهب سماه الجاحظ، وما أعلم أني وجدت في القرآن منه شيئاً، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً. وذكر في خاتمة الفنون الخمسة أنه ألف الكتاب سنة 274هـ قال: (وأول من نسخه مني علي بن هارون بن يحيى بن أبي منصور المنجم).
ثم بعد انتشار الكتاب ألحق به ملحقاً سماه (محاسن الكلام) اشتمل على ثلاثة عشر محسناً، هي: (الالتفات، والاعتراض، والرجوع، وحسن الخروج، وتأكيد المدح بما يشبه الذم، وتجاهل العارف، وهزل يراد به الجد، وحسن التضمين، والتعريض والكناية، والإفراط في الصفة، وحسن التشبيه، وإعنات الشاعر نفسه في القوافي، وحسن الابتدآت)
وأراد بإعنات الشاعر نفسه في القوافي: لزوم ما لا يلزم، وبذلك يعتبر أول من أشار إلى (لزوم ما لا يلزم).
قال الصفي الحلي في كتابه (شرح الكافية البديعية): وجمع معاصره قدامة بن جعفر عشرين فناً، توارد هو وابن المعتز على سبعة منها، واستقل بثلاثة عشر، ليصل مجموع فنون البديع إلى ثلاثين فناً، ثم أوصلها أبو هلال العسكري إلى سبعة وثلاثين، وأضاف ابن رشيق القيرواني ثمانية وعشرين فناً لتصبح في عصره 65 فناً، أوصلها التيفاشي من بعده إلى السبعين. ثم تكلم فيها ابن أبي الأصبع في كتابه (التحرير) وهو أصح كتب هذا الفن، لاشتماله على النقل والنقد، وذكر أنه لم يؤلفه حتى وقف على أربعين كتاباً في هذا الفن، أو بعضه، وأوصل فنونه إلى تسعين فناً. وتبعه ابن منقذ في كتابه (التفريع في البديع) فزاد خمسة فنون، وضرب صفي الدين الحلى رقماً قياسياً، حيث زاد خمسة وأربعين فناً في بديعيته النونية لتصبح فنون البديع 140 فناً.
طبع الكتاب لأول مرة في لندن سنة 1933م بعناية كراتشكو فسكي، مع مقدمة باللغة الإنكليزية، وفهارس علمية.
وانظر (قراءة في كتاب البديع لابن المعتز) د. جليل فالح: مجلة آداب الرافدين: ج25 ص7.
|