قصة الكتاب :
إحدى أصول التصوف المسلم لأصحابها بالإمامة.
وأراد بتسميتها بالرسالة أن تكون في التصوف بمثابة رسالة الشافعي في أصول الفقه.
طبعت لأول مرة في مصر سنة 1867م. في (242) صفحة.
ولها عدة شروح، أشهرها (المحاسن السنية) لصاحب السيرة الحلبيية و(إحكام الدلالة) لزكريا الأنصاري (ت916هـ) وعلى هذا الشرح وضع العروسي حاشيته (نتائج الأفكار القدسية).
وقد بناه على مقدمة وأربعة فصول، أوجز في مقدمته الكلام على مذهب المتصوفة في أصول الدين.
وتناول في الفصل الأول التعريف بزهاء (50) مصطلحاً من مصطلحات الصوفيه، كالقبض والبسط، والصحو والسكر، والجمع والفرق، والبداوة والهجوم.
وعرف في الفصل الثاني، بزهاء (50) مقاماً من مقامات أرباب السلوك، كالصمت والمراقبة والحرية والفتوة والفراسة وحفظ قلوب المشايخ، مع ذكر ما أثر عن أعلام المتصوفة من الأقوال فيها. وهذا الفصل أطول فصول الكتاب، ويقع في (261) صفحة، من أصل الكتاب (طبعة دار الخير: دمشق 1991م).
وأهم مواد الفصلين السابقين ما رواه من أقوال شيخه: أبي علي الدقاق. وهو والد زوجته فاطمة. ومن أمثلة ذلك: (سمعت أبا علي الدقاق يقول: (إياك نعبد) حفظ للشريعة، و(إياك نستعين) إقرار بالحقيقة). وتفريقه بين (العبادة والعبودية والعبودة) وتعريفه (الإرادة) و(الحرية) و(التوحيد) و(العارف) و(السماع) وشرحه للحديث (كاد الفقر أن يكون كفراً).
ولمعرفة أثر الدقاق في شخصية القشيري انظر تتمة قوله (ص297): (...وكنت أفكر في نفسي كثيراً أنه لو بعث الله عز وجل في وقتي رسولاً هل يمكنني أن أزيد في حشمته على قلبي فوق ما كان منه... إلخ)
وتناول في الفصل الثالث خصائص الأولياء وكراماتهم.
أما الفصل الرابع، (ويقع في (50) صفحة) فترجم فيه ل(83) من أعلام الصوفية، مع ذكر نبذ من كلماتهم السائرة. وآخرهم وفاة: سعيد بن سلام المغربي (ت373هـ). ولم يترجم فيه لشيخه أبي علي.
فرغ أبو القاسم من إملاء رسالته هذه في أوائل سنة (438هـ) وهو في الواحدة والخمسين من عمره، وذلك قبل محنته المشهورة بعامين. وقد اشتهر في التاريخ خبر محنته وحرمانه من الوعظ، والأمر بلعنه على المنابر، حتى تفرق شمل أصحابه، وخرج من نيسابور شريداً طريداً، سنة (440). واستمرت محنته هذه (15) سنة، وانتهت باتصاله بالسلطان ألب أرسلان عام (455هـ).
وانظر (تراث الإنسانية 1/ 469) وفي (مرآة الجنان) لليافعي: سبب إحجام المغاربة عن معارضة الرسالة.
|