قصة الكتاب :
أعمق كتب نقد الشعر في عصره توغلاً في البحث عن أسراره ودقائقه. لم تصلنا من الكتاب إلا نسخة فريدة، هي نسخة دير الأسكوريال. وعلى الصفحة الأولى منه أنه ألفه لأبي القاسم سعد بن عبد الرحمن، الذي لا تسعفنا كتب التراجم بالتعرف عليه.
صنف ابن طباطبا كتابه هذا ليكون كالنبراس والدليل، أو بمثابة المحك لمختاراته الشعرية التي أودعها في كتابه الضخم (تهذيب الطبع) وقال في مقدمته: (وقد جمعنا ما اخترناه من أشعار الشعراء في كتاب سميناه (تهذيب الطبع) يرتاض من تعاطى قول الشعر بالنظر فيه، ويسلك المنهاج الذي سلكه الشعراء، ويتناول المعاني اللطيفة كتناولهم إياها، وقد شذ عنا الكثير مما وجب اختياره وإيثاره، وإذا استفدناه ألحقناه بما اخترناه إن شاء الله تعالى)
قال د. عبد العزيز المانع في مقدمة تحقيقه للكتاب (السعودية 1985م): (عرف الباحثون الكتاب منذ أن صدرت النشرة الأولى له عام 1956 في القاهرة بتحقيق د. طه الحاجري ومحمد زغلول سلام، ثم أخرج د. سلام نشرة جديدة للكتاب عام 1980 زعم أنه صحح فيها ما في النشرة الأولى، إلا أن صفحة من صفحات كلا الطبعتين لم تخل من التصحيفات والتحريفات..إلخ)
وتجدر الإشارة إلى أن ابن خلكان لم يقف على ترجمة أبي الحسن ابن طباطبا، فقال في ترجمة أبي القاسم ابن طباطبا نقيب العلويين بمصر، المتوفى سنة345 بعدما ذكر شيئاً من شعره: (وجدت هذين البيتين في ديوان أبي الحسن ابن طباطبا، من جملة قصيدة طويلة، ولا أدري من هذا أبو الحسن، ولا وجه النسبة بينه وبين أبي القاسم) وكذلك فعل حاجي خليفة، إذ نسب الكتاب لأبي القاسم، مع أن ياقوت ترجم لأبي الحسن ترجمة طويلة، أتي فيها على ذكر ما كان بينه وبين ابن المعتز من المراسلة والتشوق للرؤية، وأنه مات ولم ير ابن المعتز، لأنه لم يفارق أصبهان قط، وهو المخاطب بقصيدة ابن المعتز التي يقول فيها:
(فأنتم بنو بنته دوننا ونحن بنو عمه المسلم)
وانظر (الشاعرية في تصور ابن طباطبا من خلال عيار الشعر) د. عمر الطالب: مجلة آداب الرافدين: المجلد 24 ص68.
|